ثم إن عائشة ﵂ لم يرد لها دور في الهجرة، لأنها كانت صغيرة السن حين ذاك، لم تتعد التاسعة من العمر (١) . فمن أين لبودلي هذه المعلومات المغلوطة؟! وأين المنهج العلمي هنا لتدوين التاريخ؟!.
١١- إضفاء صفات غير حقيقية على النبي ﷺ وكبار الصحابة ﵃:
ومثال ذلك وصفه أبا بكر وعمر وعليا ﵃ بأنهم كانوا أعرابًا - بدوًا - لم يثقفوا (٢) . ويصف كذلك الرسول ﷺ بأنه كان أعرابيًا (٣) .
ففيما يتعلق بوصفه الرسول ﷺ بأنه كان أعرابيًا، يكفينا رده على نفسه حين يقول في مكان آخر من كتابه: إن محمدًا لم يكن بدويًا (٤) . وفي هذا دليل على تناقضه في كثير من أقواله، وقد وقفنا على بعضها سابقًا.
أما أبوبكر وعمر وعلي ﵃ فقد كانوا من أهل مكة، وهي من الحضر، ولم يعرف عنهم أنهم عاشوا في الصحراء مع البدو ولو لفترة قصيرة في أي مرحلة من مراحل حياتهم. ويقول بودلي نفسه عن مكة: وكانت مكة من أعظم بقاع تلك المنطقة حضارة، على الرغم من موقعها المنعزل، وجوها البغيض، وكانت تتمتع بكل الترف، فقد كانت صنوف الحرير والأقمشة والجواهر والعطور ترد إليها، فكان المكيون يحسبون أنهم في