مسألة في الأذن من الله سبحانه وجوابها
قالت المجبرة : إذا اخبر الله بأن السحرة في سحرهم ماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله فإذا كان سبحانه أذن للسحرة في سحرهم فالأمر على مايقوله وندين به.
فجوابنا لهم في ذلك : أنهم إنما أتوا واسلافهم قبلهم من طريق لكنتهم ، وقلة معرفتهم باللغة
<معاني الأذن>
وأن معنى الأذن في لغة العرب على ثلاثة وجوه لاغير.
فوجه من ذلك : الأمر والله لايأمر بالسحر وينهى عنه قال جل ذكره :?أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير?.
ووجه : التخلية. ووجه : العلم قال الله جل ذكره :?ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك مامنا من شهيد? معنى آذناك : نعلمك مامنا من شهيد.
والتخلية : فتكون مع علم أومع أمر تقول العرب : قد أذن فلان لغلامه أن يفعل كذا ، معناه : قد أمره وخلاه يفعل ذلك.
وتقول العرب : مافعل فلان كذا إلا بإذني ، معناه : إلا بعلمي.
لايعرف في الأذن غير هذه المعاني ، ومن ذلك قولهم : إذا مات لهم ميت آذنوا ا لناس حتى يحضروه ، أي : أعلموهم بموته.
ومن ذلك الأذان للصلاة إنما هو اعلام الناس بوجوب الصلاة ليحضروا ، ومن ذلك قول الله سبحانه :?وأذن في الناس بالحج? معناه وأعلمهم بالحج ليأتوك رجالا وركبانا.
فمعنى ?وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله? إلا بعلم الله وتخليته لهم ، فهذا معنى جهلته المجبرة ، ويتعالى الله عن الأمر بما نهى عنه علوا كبيرا قال سبحانه منكرا على من نسبه الى مثل ذلك :?وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه آباءنا عليها والله أمرنا بها قل إن الله لايأمر بالفحشاء? الى قوله :?وادعوه مخلصين له الدين? الآية فمعنى فادعوه : فاعبدوه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله أجمعين.
Page 80