Beyrouth et le Liban depuis un siècle et demi
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Genres
فقال له الأوروبي: نعم، إنه كما يبدو لك مروع جدا، ولكن تصور كلبين قويين يتنازعانه أذنيه، وكل منهما يشد صوب صدره، ثم قل لي بعدئذ ما يصيب أسدكم؟ وهكذا اضطر التركي المشدوه إلى التسليم بصوب رأي مجادله. إن نفسه لم تحدثه بهذا المؤتمر الكلابي.
فبمثل هذه التشابيه يمكننا حمل الأتراك على الاقتناع؛ لأن تعصبهم الأعمى وجهالتهم يجعلان منهم أناسا لا يستطاع إقناعهم إلا بهذه الصورة.
وعندما نذكر لهم تفوق عدد الإفرنسيين، يجيبون بأن مؤمنا حقيقيا يمكنه - بضربة سيف واحدة - إسقاط 12000 كافر. أما فيما يختص بالأعمال الحربية وخططها، فقد أصبحوا أندادا لنا منذ غيروا طريقتهم. أولم يجهز كل شيء عندهم مثلنا؟
إن السوريين يبالغون جدا بالامتداح، وهم جد أسخياء بالهبات والعطايا الممتعة التي يحوزونها إلى حد أن تراودنا فكرة الاعتقاد بأنهم صادقون أوفياء. •••
إن المسلم - إذا لم يكن له أولاد ذكور - يأكل منفردا في خدره، أما النساء والبنات فيجب أن ينتظرن ريثما ينتهي سيدهن، وبعض الأحيان تكتفي الحريم بأكل ما هيأنه من مأكولات للعامة.
ومن تقاليدهم وعاداتهم أن يأكل الزوج وحده الثمار عند أول نضجها أو عندما تكون مرتفعة الثمن.
إن روح الألفة في العائلات الشرقية مفقودة تماما؛ ذلك لأنه يتوجب على الرجال أن يظلوا متجهمين دائما في خدورهم ليحافظوا على هيبتهم ويوحوا إلى النساء والأطفال شعور الامتثال الذي يكفل لهم سيادتهم.
إن الشرقيين يشغلون بسهولة، وعندما يعجز تدخين الغليون عن إعفائهم من الكلام، فأتفه حادث يصلح موضوعا لقضاء السهرة التي لا تتجاوز حدا معقولا. والمسيحيون - بصورة خاصة - لا يتمادون في إطالة سهراتهم؛ إذ إن الحكمة - التي تتوج جميع تصرفاتهم - تقضي عليهم بأن لا يظهروا على الطرقات العامة في ساعة لا يجيز القانون التجول فيها.
إن سكينة الليل لا يقلقها سوى صراخ بائعي التمرية، ملذة الذين يضطرهم تعطشهم الشديد للمال أو حاجتهم الحقيقية إلى أن يعملوا قسما كبيرا من الليل. وإذا حكمنا بالاستناد إلى قطع الحلوى التي تباع كل مساء، يمكننا الاستنتاج أن في بيروت عددا كبيرا من الأشخاص العاملين الذين لا يرغبون في النوم فارغي الأمعاء.
إن المسلم - في حياته الخاصة - صالح وخير وأمين (إلا تجاه امرأته). إنه يأخذ حذره حينما يغادر منزله ويصبح رجلا مشككا.
Page inconnue