Beyrouth et le Liban depuis un siècle et demi
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Genres
أما خروجهم إلى المتنزهات راكبين خيولهم فهو نادر؛ فالأتراك يعدوننا مجانين حين يرون ما نبديه من الحركة النشيطة الفرهة عندما نفتش عن أسباب اللهو؛ فهم لا يدركون أننا ننشد المسرة في المشقة التي نعانيها. أما هم فيؤثرون المسرات التي هيأتها لهم متاعب غيرهم.
4
أما المتعبدون منهم فيفضلون الذهاب إلى الجامع في مواقيت صلوات الليل بدلا من أن يصلوا في منازلهم، وقد تحظر عليهم الصلاة بالمنزل في بعض الحالات؛ لأن الوضوء الجزئي الذي تؤمنه الدار غير كاف، فيذهبون إلى الجامع فور خروجهم من الحمام. ومع ذلك فهناك بعض أشخاص يرون أن من أسباب الراحة أن يستطيعوا القيام بالتطهر الكامل في دورهم.
أما المسيحيون، فباقتباسهم بعض العادات الأوروبية قد تذوقوا لذة الاجتماعات الليلية، وقد سهلت لهم سبلها وحشة الشوارع؛ فبعد هبوط الليل بساعتين تمتنع ملاحظة ذهابهم وإيابهم، ناهيك بأن السلطة لم تكن ترتاب فيهم لتبث عليهم العيون والأرصاد.
في هذه السهرات الشرقية يصطخب بحث قضايا الساعة، ولكن ضمن إطار محدود وضيق في النظر تبعا لثقافة المجتمعين السطحية؛ فالقضايا السياسية التي تشغل بالهم هي قضايا تركيا، وليتك تدري كيف يحكمون عليها!
وعلى كل ما في آرائهم من ضعف، فإننا نراها دائما أكثر صوابا من آراء سواهم.
فالسلطان هو دائما في نظر الأتراك موزع العروش. وإذا لم يكن للأميركيين ملك (الولايات المتحدة)، فذلك لأن جلالته لم يشأ أن يعترف باستقلالهم.
5
أكد أحدهم - في جدال وقع بينه وبين أحد الأوروبيين - أن الإفرنسيين لن يتمكنوا أبدا من إخضاع بلادهم. أما الأوروبي فكان يحاول إقناعه بأن أتراك اليوم ليسوا أولئك العثمانيين القدماء الذين يفتخر بهم.
فأجاب التركي: إنني أسلم بهذا، ولكن السلطان العظيم أسد مخيف.
Page inconnue