Entre la religion et la philosophie : L'opinion d'Averroès et des philosophes du Moyen Âge
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genres
وكان الباحث عن طابع تفكير الكندي ونزعته واتجاهه، لا يلجأ فيما يلجأ إليه إلا إلى أسماء كتبه ومؤلفاته، فيحاول أن يجد منها سندا للرأي الذي ينتهي إليه.
ولكننا لحسن الحظ نجد اليوم بين أيدينا طائفة من رسائل الكندي، هذه الرسائل التي كشفها المستشرق الألماني «ريتير
H. Ritter » بمكتبة أيا صوفيا رقم 4832، ونشرها الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة في مجلدين، كما نشر بعض المستشرقين أخيرا رسائل أخرى له.
إن نشر هذه الرسائل ومعرفة موضوعاتها كما يتبين من عناوينها، يدعو بلا ريب إلى تعديل كثير في بعض آراء الباحثين في الكندي وفلسفته قبل أن يطلعوا عليها، بل قد يدعو إلى تعديل حكم الغزالي على الفلسفة والفلاسفة المسلمين.
مثلا، نجد الدكتور إبراهيم مدكور يرى أن الكندي طبيب ورياضي فلكي أكثر منه فيلسوفا، وأن فضله بصفة خاصة هو في أنه أعد للأعمال العظيمة التي ظهرت بعده في الفلسفة الإسلامية في القرن العاشر الميلادي.
9
مع أنه من الحق حسب هذه الرسائل، يجب أن يعتبر الكندي من الفلاسفة المسلمين بكل معنى الكلمة، لا ممهدا فقط للفلسفة الإسلامية.
ومع أن الشيخ مصطفى عبد الرازق كتب عن الكندي قبل اكتشاف رسائله، إلا أنه اعتمد على ما أورده المتأخرون عن الكندي، وانتهى في بحثه إلى أن الكندي هو الذي وجه الفلسفة الإسلامية وجهة الجمع بين أفلاطون وأرسطو، وهو الذي وجهها في سبيل التوفيق بين الفلسفة والدين.
10
وبعد نشر رسائله اتضح موقفه من الدين والفلسفة وضوحا يقوم على نصوص كلامه، وقام بعض الباحثين بدراستها.
Page inconnue