الرابع: أن الله تعالى قد نص في كتابه العزيز على ثبوت الغرض في أفعاله فقال عز من قائل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني} {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا} {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } {ولتجزى كل نفس بما كسبت} و{لتجزى كل نفس بما تسعى} {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم } إلى غير ذلك.انتهى.
فصل
والخلاف في كون العقل حسنا أو قبيحا جار في مثل: هذا عمل صالح أو سيىء، وهذا طيب أو خبيث، وهذا معروف أو منكر، وهذا أعلى أو أدنى، وهذا خير أو شر، وهذا محبوب لله أومكروه له، وهذه حسنة أو سيئة، وهذا رشد أو غي، وهذا ضلال أو هدى ونحو ذلك، فالمثبتون للصفة في الفعل قبل ورود الشرع يثبتون بهذه الأفعال هذه الأوصاف جميعها، والنافون لا يثبتون لها شيئا من ذلك.
Page 13