Le Héros Conquérant Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
إن محمد علي يعلن أنه مستعد لأن يقيم العراقيل بكل ما لديه من الوسائل ؛ ليحول دون نجاح البعثة الإنكليزية إلى الفرات على شرط أن يأمره الباب العالي بذلك.
وهذا البلاغ مصدره السر عسكر، ومن الممكن الوثوق به دون أقل حيطة.
ولم يفلح المشروع الإنكليزي؛ لأن أمره افتضح لدى الدول، حتى كتب بونسو دي بورغو إلى سفير روسيا في الآستانة في 5 ديسمبر 1832 يقول - كما جاء في سجلات الباب العالي: «إن هذا المشروع الإنكليزي شديد الخطر على السلطان؛ لأنه إذا سمح بتسيير المراكب الإنكليزية على الفرات تبع ذلك طلب آخر يحتم حق استخدام وسائل حماية تلك المراكب، وهذا يتطلب إقامة المعاقل والحاميات، ولا تكون هناك مندوحة عن ذلك، لا سيما إذا نحن نظرنا إلى ما يملكه الإنكليز من الوسائل في بلاد الهند.
أما إذا سمح باشا مصر للمراكب الإنكليزية أن تأتي إلى السويس، فإنه لا يعرض نفسه وبلاده لأقل خطر؛ لأنهم مضطرون للوقوف على الساحل. ولكن الأمر في الفرات على الضد؛ لأن شواطئه وما حوله من البلاد تؤخذ وتمتلك في المستقبل.»
وهكذا أظهر الإنكليز العداء الكامن في نفوسهم نحو محمد علي، وهكذا ظهرت مقاصدهم في أن يملكوا طريق الهند قبل حفر قناة السويس. وقد حدث أمر آخر؛ وهو احتكار محمد علي لحرير سوريا، حتى يغذي بهذا الحرير معامل القاهرة ودمشق وحلب، وقرر أنه بعد تناول هذه المعامل حاجتها يصير بيع الباقي حرا لتجار أوروبا. وعين التجار والخبراء لتحديد سعر الحرير ودفع ثمنه نقدا، فأثار عليه الإنكليز الثوائر بحجة أنه احتكر الحرير لنفسه. ولما اعترض الكولونيل كامبل على ذلك، أمر إبراهيم باشا في أول سبتمبر 1835 بأن تكون تجارة الحرير حرة من كل قيد. ونال الإنكليز بعد ذلك فرمانا من السلطان بإلغاء احتكار الحرير، وغنموا فرصة صدور هذا الفرمان ليحطوا من شأن محمد علي أمام الشعب، وليثيروا عليه ثائرته.
وحدث أن شاه إيران أراد توثيق الروابط الودية مع محمد علي، فأرسل إليه مع سفير خاص ميرزا جعفر كتابا يحيي فيه «هادم الإلحاد وخادم الأماكن المقدسة والحرمين الشريفين»، وزاد الشاه على ذلك أنه يهنئه «بميوله وأفكاره المضمرة»؛ أي الاستقلال .
فلم يرق عمل الشاه في نظر سفير إنكلترا، فسعى لدى الشاه ليعدل عن إرسال مندوبه وكتابه إلى محمد علي، وعلل ذلك في كتابه إلى حكومته «بأن مطامع الشاه هي أن يوسع أملاكه بالاتفاق مع محمد الطامع الطمع ذاته.»
ولما أراد إبراهيم احتلال بيرجك على مجرى الفرات ليحول دون غزو البدو، كتب فارن قنصل إنكلترا في دمشق 22 أكتوبر 1835: «إن هذا الاحتلال يجعل لمحمد علي النفوذ الكبير على بلاد العراق، وإذا هو وصل العراق بدمشق بمرابط عسكرية، فإنه يضع لجاما للقبائل.»
وأرسل الكولونيل تايور من بغداد يقول: «إن الدير شطر من ولاية بغداد.»
وتلت ذلك كله حملة صحف لندن على وزارة الخارجية؛ لأنها ساعدت محمد علي أو سمحت له بأن يوسع دائرة حكمه. وقد جاء في وثائق دار السفارة الروسية في الآستانة أن اللورد بالمرستون ندم على خطئه الذي أخطأه بترك محمد علي وشأنه.
Page inconnue