لتعلموا﴾ فجعل العلم غاية الجميع. وبيّن تعالى بقوله ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء﴾ أَنَّه ليس للجِنَان، ومنازل الرّضوان، أَهلٌ إِلا العالِمون، وأَمر أعلم الخَلْق وأَكملَهم، وأَعرف الأنبياء وأَفضلهم، بطلب الزيادة من العلم فى قوله ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ وعن النبىّ ﷺ: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة". والأَحاديث والآثار فى فضل العلم وأَهله كثير جدًّا. وقد أَفردنا فى مصنّف، وأَوردنا أَيضا فى شرح صحيح البخارى ما فيه كفاية إِن شاء الله تعالى.
وفى الجملة فالعلم كلّ أحد يؤثره ويحبّه، والجهل كلّ أحد يكرهه ويَنْفِر منه. وكأن الإِنسان (إِنسان) بالقوّة ما لم يعلم ويجهل جهلًا مركّبًا، فإِذا حصل له العلم صار إِنسانًا بالفعل عارفًا بربّه، أَهلًا لجِواره وقُرْبه. وإِذا جهل جهلًا مركّبا صار حيوانًا، بل الحيوان خير منه. قال تعالى ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ خُزَّان المال ماتوا وهم أَحياء، والعلماء باقون مابقى
1 / 42