قال غيره: والهَديّ الأسير، قال المتلمس:
كطريفة بن العبد كان هديتهم ... ضربوا صميم قذاله بمهند
وقال الأعشى، يذكر السموأل بن عادياء الأزدي:
فشكّ غير طويل ثم قال له ... اذبح هديك إني مانع جاري
ويروى "اذبح أسيرك". والهُديّ الرجل ذو الحرمة وهو أن يأتي القوم يستجيرهم أو يأخذ عهدًا فهو هَدِيّ ما لم يُجَر أو يأخذ العهد، فإذا أجير أو أخذَ العهد فهو حينئذ جار، ومعناه إن له حرمة كحرمة ما يهدى إلى البيت فلا يردّ عن البيت ولا يضار، قال زهير:
فلم أر معشرا أسروا هدايا ... ولم أر جار بيت يستباء
قال أبو عمرو: يستباء من البواء أي من القود، وذلك أنه أتاهم يستجيرهم فأخذوه فقتلوه برجل قتل منهم.
وقال الكسائي: هدية وجمعها هدايا وهداوى.
وقال غيره: يقال فلان يَهدِي في هدي فلان إذا فعل مثله، قال الأخطل:
حتى تناهين عنه ساميا حرجا ... وما هَدْي هدي مهزوم وما نكلا
وفلان حسن الهَدْي إذا كان حسن الطريقة جميل المذهب. وهديت الرجل الطريق هداية هدية على مثال فِعالة وفعْلة أي بصّرته وعرفته. وهديته من ضلالة الدين هُدًى.
وقال الخليل: الهدية ما أهديت من لَطَف إلى مودة والجميع الهدايا،
1 / 136