أما بعد، فإن استطعت أن يكون شكرك لله عز وجل، حيث قبضه، كشكرك له حيث وهبه لك، فافعل، فإنه حيث قبضه منك أحرز لك هبته. ولو بقي لم تسلم من فتنته، أرأيت جزعك على ذهابه، وتلهفك على فراقه، أرضيت الدار لنفسك فترضاها لابنك، أما هو فقد خلص من الكدر، وبقيت متعلقا بالخطر. والسلام.
وعزى ابن السماك أيضا رجلا، فقال: إن [من] تمام الشكر على العافية، الصبر على الرزية، ومن قدم وجد، ومن أخر فقد.
وروي أن ابنا للشافعي رحمه الله مات، فأنشد يقول:
وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له ... رزية مال أو فراق حبيب
[وإن امرء قد جرب الدهر لم يخف ... تقلب عصريه لغير لبيب]
وقال محمد بن الحسين بن عياش: حدثني عبد الله بن وضاح قال: وقف عبد الملك على قبر ابنه فقال:
وما الدهر والأيام إلا كما أرى ... رزية مال أو فراق حبيب
[وإن امرء قد جرب الدهر لم يخف ... تقلب عصريه لغير لبيب]
وقال أبو بكر ابن أبي الدنيا في كتاب ((العزاء)) حدثني الحسين بن عبد الرحمن أن رجلا من قريش، قال في ابن له:
بني إن عدمتك في حياتي ... فلن أعدمك ذخرا في المعاد
Page 111