Le Reste du Temps est une Heure
الباقي من الزمن ساعة
Genres
فقال لها أبوها: لم تقولي شيئا!
فقالت بإصرار: قلت كل شيء.
ونظر حامد برهان نحو سنية وهي متربعة فوق الكنبة فتمتمت: رجل مقبول من بعض النواحي ولكني تمنيت لها حظا أفضل .. وهربت بوجهها من نظرتهم فاستقرت عيناها على الصورة التذكارية. وقالت كوثر لنفسها إنهم يميلون للموافقة. وهي أيضا مالت إليها منذ اللحظة الأولى؛ فهذا الرجل هو أول رجل يتقدم، وهي تغوص في السادسة والعشرين تكتنفها أحوال تدعو إلى اليأس، وهي تثير العطف حتى كرهته، وباتت تخجل من لقاء الزائرات. ولما مسها أبوها برقة متسائلا: وأنت يا كوثر؟
أحنت رأسها وغمغمت بصوت لم يسمع: موافقة.
وانتهت الجلسة بسلام ولكن ثمة شعور بالذنب طاردهم قاوموه بالشعارات الطيبة. وعندما خلا حامد برهان بسنية عقب انصراف السمار قال: بارك الجميع قرارنا.
نظرت إليه فهالها أن ترى عينيه دامعتين، لم تدهش لما تعلمه من سخاء عينيه إذا مس وتر حميم في قلبه، أما هي فتبكي في الداخل. وسألته بأسى: لم تبكي يا رجل؟
فتنهد قائلا: من العجز وسوء الحظ.
عنى عجزه المالي وسوء حظ ابنته. وهو كان يرى أكثر مما يتصور من حوله. لاحظ بقلب متغضن انزواء كوثر، أسى نظرتها، معاناتها للمراهقة، إغراقها اليائس في العبادة، تطوعها لخدمة إخوتها في استسلام كامل، فدفعه ذلك كله إلى مواجهة عجزه. ماذا فعل من أجلها؟ ماذا يملك من المغريات؟ وكم قسا عليها أيام الدراسة مصرا على تحميلها ما يفوق طاقتها رغم أنه كان مثلها في معاناة التعليم، وإلا لشق لنفسه طريقا آخر أبعث للآمال له ولذريته. وسأل زوجته ومرشدته: ما العمل الآن؟
استخرجت من الجملة القصيرة مضمونها الخفي فقالت: عندي مجوهرات لا بأس بها!
فقال بذل: أحاول أن أقترض أيضا؟
Page inconnue