La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Chercheur
د .أحمد زكريا الشلق
Maison d'édition
دارالكتب والوثائق القومية
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
1426هـ /2005 م
Lieu d'édition
القاهرة / مصر
وبعد أن حصن البلد داخلا وخارجا ووضع فيها حامية كافية لصد هجمات | الأعداء ليكون آمنا عليها من غوائل الزمان وطوارق الحدثان خرج منها ببعض | جيشه في 25 يونيو سنة 1825 قاصدا وادي ( ارجوس ) فهزم طليعة من | الأعداء يبلغ عددها ثلاثمائة مقاتل تحت أمرة ( ابسيلانتي ) وبعد ذلك أمر بحصد | الغلال المزدرعة في هذا الوادي الخصيب ونقل سائر المحصولات إلى ( تريبولتسا ) | ثم في يوم 7 يوليو سنة 1825 وصل إلى وادي ( لاكونيا ) وكان معه سليمان | بيك وألايه ونفر قليل من السواري فاعترضه في طريقه فرقة من الأعداء يبلغ | عددها ثمانية آلاف متحصنين في بعض المعاقل فرتب إبراهيم باشا عسكره على | هيئة قول ( طابور ) وهجم على حصون الأعداء بالسلاح الأبيض فهزمهم | وأخرجهم من استحكاماتهم وكانت نتيجة هذه الواقعة أن صار كل إقليم | ( موره ) في قبضة إبراهيم باشا إلى مدينة ( نوبلي ) وبينما هو يستعد لحصارها إذ | ورد إليه خطاب من رشيد باشا قائد الجيوش العثمانية الذي كان إذ ذاك محاصرا | مدينة ( ميسولونجي ) منذ عدة أسابيع بلا فائدة ولا عائدة لوقوع هذه البلدة على | خليج ( لبيانته ) ودوام ورود المدد لها بحرا وعدم تمكن الدونانمة العثمانية من | | حصرها لوجود ( ميوليس ) القائد اليوناني البحري وحراقاته التي كثيرا ما سببت | خسائر فادحة لسفن الدولة يطلب منه المساعدة على فتح هذه البلدة التي أعياه | أمرها فأرسل لوالده بمصر يخبره بهذا الأمر ويطلب منه إرسال المدد فأرسل له | الألاي السابع والثامن من الجيش المنتظم وبعض فرق من الأرنؤد من حامية | كريد . |
فتح مدينة ميسولونجي :
وفي أثناء هذه المدة ورد إلى إبراهيم باشا أمر بمساعدة رشيد باشا وفرمان | مؤذن بتعيينه وزيرا لولاية ( موره ) فقام من ساعته مع عشرة آلاف من المشاة | وخمسمائة من الفرسان ولم يترك في ( موره ) ومينائها إلا ما يكفي لحمايتها ثم | سافر بحرا قاصدا مدينة ( ميسولونجي ) فلما وصل إليها هاجمها متبعا مشورة رشيد | باشا ، فلم ينجح ورجع منهزما فاتبع بعد ذلك في حصار هذه البلدة الخطة التي | سلكها في حصار ( ناوارين ) بأن شدد الحصار عليها برا واستولى على الجزائر | الواقعة في فم المينا وبنى فيها قلاعا حصينة ، فأغلق بذلك المينا وأتم الحصار برا | وبحرا حتى لم يعد من الممكن وصول المدد إليها بأي صفة كانت ، ثم أرسل إلى | حامية المدينة يطلب منها أن تستسلم بدون حرب ولا قتال لتحققه أن امتناعهم | لا يجديهم نفعا ، فلم يقبلوا ذلك منه وصمموا على عدم التسليم ولو ماتوا عن | آخرهم .
ثم أرسل أهل المدينة إلى القائد ( كرايسكا كي ) وكان على مقربة من المدينة | يعلمونه بأنهم عزموا على الخروج في ليلة 22 إبريل سنة 1826 بجميع سكان | البلد من رجال ونساء وأطفال وطلبوا منه أن يهاجم المصريين في وقت معلوم | ولكن لسوء حظهم لم يقو ( كرايسكا كي ) على مهاجمتهم لما كان به من المرض | الشديد ، ولم يشعرهم بذلك فظنوا أنه قد أجاب طلبهم وخرجوا في الوقت | المعلوم من اليوم المعهود وهم في غاية السكون مستترين تحت جناح الليل ، فلما | أحس بهم إبراهيم باشا وعسكره قابلهم بنيران البنادق وأوقع بينهم الفشل |
Page 126