وقبل وصول هذا الجيش بعشرة أميال سمعهم إبراهيم باشا يتغنون بنشيدهم | الوطني فلم يعبأ بهم بل ترك جزأ من جيشه لاستمرار الحصار وتركيب المدافع | القوية حول المدينة وقابلهم بعسكره على مقربة من البلد فهجموا عليه بقوة | وشجاعة لكن بدون انتظام وأما هو فأمر عساكره بالثبات مكانهم بدون إطلاق | النيران حتى إذا قرب العدو منهم أطلقوا بنادقهم دفعة واحدة ليلقوا في قلوبهم | الرعب وهجموا عليه بالسلاح الأبيض على هيئة صفوف منتظمة فلما صار | العدو على بعد مائة متر قابله المصريون بالنيران الصائبة كالشهب المنقضة | وهجموا عليهم هجوم الأبطال فلم يمض إلا قليل زمن حتى قتل أغلب عساكر | | العدو وفر الباقون منتشرين في أنحاء اليونان ، ومن وقتئذ أفل نجم سعدهم | وغربت شمس استقلالهم بعد إشراقها وأيقنوا أنه لو لم تمد لهم أوربا يد المساعدة | وتنصرهم بعساكرها لهلكوا عن آخرهم إن لم يقبلوا العودة إلى ما كانوا عليه | قبل ذلك ولقد ربح المصريون من هذه الواقعة غنائم كثيرة وأخذوا عدة من | الأسرى ، وكان فيهم كثير من الضباط والقواد الذين كان عليهم المعول في | الشدائد المهمات بل وسائر الملمات .
ولقد شهد الأعداء للمصريين بالإنتظام والثبات لما شاهدوه أمام نيرانهم ومما | يزيد المصريين فخرا أنهم لم يرتكبوا الفظائع في هذه الحروب وكانوا يحسنون | المعاملة للأسرى ولا يقتلون من سلم نفسه إليهم وألقى سلاحه بين أيديهم ، | وكانت أطباء الجيش المصري تضمد جراح الأسرى وتعولهم كما تعول جرحاهم | إتباعا لأوامر إبراهيم باشا التي أصدرها إلى جيوشه واستمال بصنعه هذا قلوب | اليونانيين إليه ولولا ما حصل بين العثمانيين واليونانيين من جهة وتحريض ذوي | الغايات من جهة أخرى لفاز إبراهيم باشا بمأموله ونشر لواء الأمن في أنحاء | اليونان ، ولكن آلى محبو الفساد على أنفسهم إلا استمرار القتال بين الفريقين | لنيل مآربهم غير ناظرين إلى ما يترتب عليه من سفك دماء البرآء وترميل النساء | وتيتيم الأطفال .
Page 120