La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Chercheur
د .أحمد زكريا الشلق
Maison d'édition
دارالكتب والوثائق القومية
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
1426هـ /2005 م
Lieu d'édition
القاهرة / مصر
لكن لما علم أغنياء الأمة اليونانية أن السواد الأعظم من أبناء جنسهم قد | طمس على أعينهم الجهل وأن أساس الحرية هو الإستشارة بنبراس العلم ، إذ به | يعلم الإنسان أن له حقوقا يطالب بها كما أن عليه واجبات يطالبه بها الغير ، | أخذوا أولا في إرسال أولادهم إلى الممالك الأروباوية ليتحلوا بالعلوم والمعارف | وليكونوا رؤساء الأمة ودعاة حريتها في المستقبل ثم ألفوا عدة جمعيات لنشر | العلم بها بين سائر طبقات الأمة من وجه ، ولبث روح الوطنية بينهم من وجه | آخر ، وألفواجمعيات أخرى سياسية وجعلوا مراكزها في الروسيا أو في النمسا | وأهم هذه الجمعيات الجمعية السرية المسماة جمعية ( هينيري ) فإنها تألفت في | مدينة ويانا سنة 1815 وقد قيل إن الإسكندر الأول قيصر الروسيا كان هو | المحرض عليها تنفيذ الوصية بطرس الأكبر من الإستيلاء على القسطنطينية لكن | حال دون نفاذها محافظة انكلترا خصوصا وأوربا عموما على التوازن السياسي | بين قوى الدول . | | وكان كل من يدخل هذه الجمعية يقسم على أن يبذل روحه وماله في سبيل | الحصول على الإستقلال السياسي والمحافظة على السر في كل ما يتعلق بهذا | المشروع أو يضمن نجاحه ، فكانت هذه الجمعية أشبه شيء بجمعية الكاربوناري | التي انتشرت أثناء ذلك في كافة الممالك اللاتينية ، فرنسا وإيطاليا وإسبانيا | والبرتغال ، ثم تشعبت فروع هذه الجمعية في أنحاء الدولة العلية التي بها يونانيون | حتى بلغ أعضاؤها في أوائل سنة 1821 نيفا وعشرين ألفا أقوياء على حمل | السلاح ومستعدين للقيام عند أول إشارة تصدر من رؤسائهم . وكان من | أسباب المساعدة على انتشارها اشتغال الدولة بمحاربة علي باشا والي ' يانينا ' | الذي ثار عليها طلبا في الإستقلال والإستيلاء على الجزء الغربي من تركية | أوربا ، ولكنه لم ينجح في مشروعه لمضايقة خورشيد باشا له وحصره إياه في | قصره الكائن بجزيرة في وسط بحيرة بالقرب من يانينا ومع ذلك لم يستسلم من | أول وهلة بل دافع مع من بقي من رجاله حتى أصيب بعدة جراحات وخر قتيلا | فأمر خورشيد باشا بحز رأسه وإرسالها إلى دار الخلافة وكان ذلك في 5 فبراير | سنة 1822 .
ولقد انتهز اليونانيون اشتغال عساكر الدولة بمحاربة علي باشا المذكور | وأيقنوا أن هذه فرصة لهم فرفعوا راية العصيان وانتشر القتال بينهم وبين | عساكر الدولة العلية فلم تشرع الدولة في قمع عصيانهم إلا بعد قتل علي باشا | ثم أرسلت إليهم قوة عظيمة تحت قيادة خورشيد باشا قاهر وإلى يانينا فكانت له | عليهم الغلبة أولا ثم انقلبت عليه الدائرة فانهزم في واقعة ( ترموبيل ) في شهر | أغسطس سنة 1822 فلما تبدد جيشه آثر الموت على أن يعود إلى دار الخلافة | مهزوما بعد ما نال من الشهرة فانتحر مسموما .
Page 113