La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Chercheur
د .أحمد زكريا الشلق
Maison d'édition
دارالكتب والوثائق القومية
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
1426هـ /2005 م
Lieu d'édition
القاهرة / مصر
ولكن لم يزدهم كلامه هذا إلا كراهة له وبغضا فحنقوا عليه وعزموا على | قتله متى سنحت الفرصة وبعد مضي عدة أيام بينما هو يمرنهم على إطلاق | البنادق وضبط النيشان أراد أن يتحقق من نظامهم فركض جواده حتى وصل | أمام العسكر وبعد إجراء جميع الحركات اللازمة لتعمير البنادق أمر بإطلاقها | على هدف كان قد أقامه ونصبه لهم وكان هذا الهدف مرتفعا عنه ببعض أقدام | فبدلا عن إطلاق البنادق على الهدف صوبوها نحوه وأطلق الجميع بنادقهم | قاصدين قتله ، لكن لطول أجله لم يصب بواحدة منها فغضب لذلك غضبا | شديدا وهجم عليهم بجواده ولم يهبهم بل طفق بضربهم بكرباج كان بيده على | رؤسهم ووجوههم موبخا لهم على عدم إتقان النيشان وبعد أن فرقهم في كل جهة | دون أن يجسر أحد على معارضته أمرهم بالإنتظام ووقف أمامهم راكبا جواده | وبعد أن انتظم عقد اجتماعهم نادى عليهم بإطلاق النار عليه فبهت الجند وبعد | أن ترددوا رموا بنادقهم على الأرض وأسرعوا نحوه يقبلون رجليه في الركاب | | طالبين أن يعفو عنهم ويغفر ما كان منهم وأقسموا بأن لا يعودوا لمثل ذلك بل | يطيعونه إطاعة محضة فتبسم وصفح عن ذنوبهم بشرط أن يمتثلوا له في كل ما | يأمرهم به مما لا يخالف الذمة الشرف وقال لهم أن المستقبل هو لكم وأنكم | ستكونون رؤساء الجيش المصري عن قريب فأثرت فيهم هذه الأفعال والأقوال | تأثيرا حسنا ولم يقع بعد منهم ما يخل بالنظام العسكري حتى صاروا في غاية | الطاعة لرئيسهم . |
دخول سيف في الديانة الإسلامية :
وبسبب هذه الحادثة اشتهر المترجم وذاع صيته ، حتى صار لا يجهله أحد في | القطر المصري عموما وفي حاشية محمد علي خصوصا ، وانتقل خبر ذلك إلى | أوربا فنشرته الجرائد هناك وصارت بحيث لا يتكلم إلا بها في الأندية والمجتمعات | العمومية وكانت هي باكورة أعماله ، ومن وقئتذ طلع نجم سعده في أفق البلاد | المصرية في ظل حامي حماها ومعلي كلمتها المغفور له محمد علي باشا لكن بقيت | عقدة مانعة من وجود الإخلاص القلبي والولاء الصحيح بينه وبين عساكره ، | وهي اختلاف الدين ، وهذا أمر لم يفتكر فيه المترجم لعدم تدينه بدين دون آخر | فكان في الحقيقة لا دين له إلا ما يسمونه بالدين الطبيعي وهو الإعتقاد بالخالق | والإيمان به وبقدرته ونعيمه وعذابه ورفض أقوال الأنبياء جميعا واتباع الذمة | والشرف في كل الأمور ، وأهل هذا الرأي قوم يدعون أن الأديان لم توجد أو | أوجدتها العقلاء إلا لتكون رادعة للإنسان عن وقوعه في المحظورات وارتكابه | المنكرات والإضرار بالناس وما دام للإنسان رادع ووازع من نفسه وذمة ، فلا | حاجة له باتباع أوامر هذا الدين أو اجتناب منهيات ذاك .
Page 99