La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
67

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

ولكن لم يزدهم كلامه هذا إلا كراهة له وبغضا فحنقوا عليه وعزموا على | قتله متى سنحت الفرصة وبعد مضي عدة أيام بينما هو يمرنهم على إطلاق | البنادق وضبط النيشان أراد أن يتحقق من نظامهم فركض جواده حتى وصل | أمام العسكر وبعد إجراء جميع الحركات اللازمة لتعمير البنادق أمر بإطلاقها | على هدف كان قد أقامه ونصبه لهم وكان هذا الهدف مرتفعا عنه ببعض أقدام | فبدلا عن إطلاق البنادق على الهدف صوبوها نحوه وأطلق الجميع بنادقهم | قاصدين قتله ، لكن لطول أجله لم يصب بواحدة منها فغضب لذلك غضبا | شديدا وهجم عليهم بجواده ولم يهبهم بل طفق بضربهم بكرباج كان بيده على | رؤسهم ووجوههم موبخا لهم على عدم إتقان النيشان وبعد أن فرقهم في كل جهة | دون أن يجسر أحد على معارضته أمرهم بالإنتظام ووقف أمامهم راكبا جواده | وبعد أن انتظم عقد اجتماعهم نادى عليهم بإطلاق النار عليه فبهت الجند وبعد | أن ترددوا رموا بنادقهم على الأرض وأسرعوا نحوه يقبلون رجليه في الركاب | | طالبين أن يعفو عنهم ويغفر ما كان منهم وأقسموا بأن لا يعودوا لمثل ذلك بل | يطيعونه إطاعة محضة فتبسم وصفح عن ذنوبهم بشرط أن يمتثلوا له في كل ما | يأمرهم به مما لا يخالف الذمة الشرف وقال لهم أن المستقبل هو لكم وأنكم | ستكونون رؤساء الجيش المصري عن قريب فأثرت فيهم هذه الأفعال والأقوال | تأثيرا حسنا ولم يقع بعد منهم ما يخل بالنظام العسكري حتى صاروا في غاية | الطاعة لرئيسهم . |

دخول سيف في الديانة الإسلامية :

وبسبب هذه الحادثة اشتهر المترجم وذاع صيته ، حتى صار لا يجهله أحد في | القطر المصري عموما وفي حاشية محمد علي خصوصا ، وانتقل خبر ذلك إلى | أوربا فنشرته الجرائد هناك وصارت بحيث لا يتكلم إلا بها في الأندية والمجتمعات | العمومية وكانت هي باكورة أعماله ، ومن وقئتذ طلع نجم سعده في أفق البلاد | المصرية في ظل حامي حماها ومعلي كلمتها المغفور له محمد علي باشا لكن بقيت | عقدة مانعة من وجود الإخلاص القلبي والولاء الصحيح بينه وبين عساكره ، | وهي اختلاف الدين ، وهذا أمر لم يفتكر فيه المترجم لعدم تدينه بدين دون آخر | فكان في الحقيقة لا دين له إلا ما يسمونه بالدين الطبيعي وهو الإعتقاد بالخالق | والإيمان به وبقدرته ونعيمه وعذابه ورفض أقوال الأنبياء جميعا واتباع الذمة | والشرف في كل الأمور ، وأهل هذا الرأي قوم يدعون أن الأديان لم توجد أو | أوجدتها العقلاء إلا لتكون رادعة للإنسان عن وقوعه في المحظورات وارتكابه | المنكرات والإضرار بالناس وما دام للإنسان رادع ووازع من نفسه وذمة ، فلا | حاجة له باتباع أوامر هذا الدين أو اجتناب منهيات ذاك .

Page 99