قال : وعند وصول إبراهيم باشا نودي بزينة المدينة سبعة أيام بلياليها فشرع | الناس في تزيين الحوانيت والدور والخانات بما أمكنهم وقدروا عليه من الملونات | والمقصبات وأما جهات النصارى وحاراتهم وخاناتهم فإنهم أبدعو في عمل | | تصوير مجسمات وتماثيل وأشكال غريبة ، ولما أصبح يوم الجمعة دخل إبراهيم | باشا في موكب حافل من باب النصر وشق المدينة وعلى رأسه الطيلسان | السليمي من شعار الوزارة ، وقد أرخى لحيته بالحجاز وحضر والده إلى جامع | الغورية بقصد التفرج على موكب ابنه وطلع بالموكب إلى القلعة ثم رجع سائرا | بالهيئة الكاملة إلى جهة مصر القديمة ومر على جسر من مراكب أقيم على النيل | بين مصر القديمة وجزيرة الروضة وذهب إلى قصره واستمرت الزينة والوقود | والسهر ليلا وعمل الحراقات وضرب المدافع في كل وقت من القلعة ، ومغان | وملاعب في مجامع الناس سبعة أيام بلياليها في مصر الجديدة والقديمة وبولاق | وجميع الأخطاط .
وبعد ذلك أخذ محمد علي باشا في إصلاح أحوال المصريين زراعية وصناعية | وعلمية وغيرها ، واستدعي لهذه البغية كثيرا من الإفرنج وكذلك شرع في | ترتيب الجيش على النظام الجديد وبينما هو يفتكر في المسائل المؤدية إلى هذه | البغية إذ قدم إلى مصر رجل فرنساوي يدعى ( سيف ) من ضباط الجيش | الفرنساوي ، فاستخدمه لهذا الغرض ولما كان لهذا الرجل شأن عظيم في كافة | الحروب التي حصلت في بلاد اليونان والشام أردنا أن نأتي بترجمته وكيفية مجيئة | إلى مصر قبل الشروع في تفصيل هذه الحروب وما نشأ عنها من تداخل الدول | الأوربية . | |
Page 78