La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
42

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

فلما لم يروا من الوهابيين أقل مساعدة أتوا إلى معسكر المصريين وأذعنوا | بالطاعة لرئيسهم وتعهدوا بإحضار كل ما يطلب منهم من جمال وغيرها ثم قام | إبراهيم باشا من الصويدرة قاصدا مدينة تدعى الحناكية وسار منها إلى مدينة | الرس فحاصروها ، وفي أثناء ذلك جمع عبد الله ابن سعود جميع ما عنده من القوة | والرجال فكانت زهاء أربعين ألفا من فرسان العرب ومجربيها في الحروب ومن | سوء سياسة عبد الله بن سعود أن استجلب كراهة القبائل لمحاربته إياهم | واضطهادهم خصوصا عرب حرب النازلين بين المدينة المنورة والحناكية فزرع | العداوة معهم وكان قريبا منهم الأمير ' أوزون على الأورفه لي ' الكردي قائد | مقدمة جيوش إبراهيم باشا ومعه نحو مائة وخمسين من فرسان الأكراد المشهورين | | بالهجوم ، فلما تقدم عبد الله بن سعود نحو مقدمة المصريين هجم عليه أوزون | بعسكره القليلة العدد الكثيرة القوة وزحف بخيلة في وسط عسكر عبد الله بن | سعود ولحقه عرب حرب مساعدين له لما ذاقوه من الوهابيين من النهب | والسلب ، ونزل رصاص الأكراد على عرب ابن سعود مثل المطر ، ودهموهم | مثل القضاء المبرم لحسن سلاحهم ، فمسافة ما يفك الوهابي بندقيته من جرابها | ويولع الفتيلة يكون قد أصابة خمس رصاصة على الأقل . فما مضت برهة من | الزمن إلا وقد انكسرت مقدمة عساكر عبد الله بن سعود ورجع القهقري ومن | هذه الواقعة عرف إبراهيم باشا أن لا صبر ولا جلد للوهابيين أمام الرصاص | والنار ، بل هم رجال يحاربون بالرماح والسيوف على الطراز القديم ومعهم | بنادق بالفتيل لا تفيدهم شيئا أمام بنادق المصريين ومدافعهم .

وبعد هذه الوقعة تحصن عبد الله بن سعود داخل مدينة عنيزة - أما إبراهيم | باشا فحاصر مدينة الرس ، وكان قد احتلها الوهابيون بعد عودة طوسون باشا | إلى مصر ، وأقام حولها الإستحكامات القوية وعززها بالمدافع وابتدأ في إطلاقها | على سور المدينة بدون أن يسلم العدو ، ولما عيل صبر إبراهيم باشا من الإنتظار | بعد أن استمر إطلاق القنابل على المدينة ستة أيام متوالية ، أمر بالهجوم عليها | ليلا فهجمت المشاة ومنعت الخيالة الأهالي من الخروج لكن لم تنجح العساكر | المصرية في هذه الدفعة والتزمت بالرجوع بعد استمرار القتال أربع ساعات .

وبعد أن استمر الحصار ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما بدون فائدة تصالح مع | أهل المدينة على أن يرفع الحصار عن مدينتهم بشروط أهمها : أن لا يدخل المدينة | أحد من جنوده وأن لا يقدم لهم الأهالي شيئا من المؤنة وأنه إن استولت الجيوش | المصرية على مدينة عنيزة تسلم إليه مدينة الرس بدون قتال وإن لم ينجح أمامها | تستأنف المحاربة ثانية .

Page 73