La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Enquêteur
د .أحمد زكريا الشلق
Maison d'édition
دارالكتب والوثائق القومية
Édition
الثانية
Année de publication
1426هـ /2005 م
Lieu d'édition
القاهرة / مصر
فبعد أن أجر المحلات اللازمة لإقامة أميره وحاشيته قضى مدة انتظاره في | التفرج على استحكامات المدينة من جهتي البر والبحر وعلى ما بها من | الترسانات والسفن الحربية وجميع الأعمال الفنية ، وبينما جميع الأهالي منتظرون | سمو الأمير المصري المنصور متشوقون لرؤيته إذ وصل إليها من طريق البحر في | صبح يوم 2 نوفمبر ، تنقله احدى سفن مصر الحربية ، وأدت التحية لهذا الأمير | بارجة الأميرال بطلقها أحدا وعشرين مدفعا ورفعها العلم المصري على أعلى | صواريها وكذلك كافة السفن الفرنساوية رفعت العلم المصري ثم أطلق من | إحدى الطوابي البرية واحد وعشرون مدفعا وأرسلت الأخبار توا إلى باريس | بالتلغراف لإخبار الملك بقدوم سمو ضيفه فأرسل الملك تلغرافا يهنئه بسلامة | وصوله وقد حيته أيضا بإطلاق المدافع السفينة النابلتانية المسماة بأوزانيا التي | كانت راسية بطولون ، وأما سفن الدول الأخرى فاكتفت برفع أعلامها مع | | العلم المصري على جميع صواريها وكان دخول السفينة المقلة لسموه المينا في | الساعة 8 صباحا وعند دخولها ذهب لتهنئته على السفينة حاكم المدينة البحري | ليتلقى من سموه الأوامر ، وبعد أن مكث في الوابور ثلاث ساعات للإستراحة من | مشاق البحر نزل إلى البر في الساعة الحادية عشرة وكان في انتظاره على | الرصيف الماركيز دي لافاليت مندوبا من قبل جلالة الملك والحاكم البحري | وكثير من الضباط البرية والبحرية ، وكان الألاي الثالث من المشاة البحرية | مصطفا على جهتي طريق الترسانة والألاي التاسع عشر من المشاة البرية مصطفا | أيضا من باب الترسانة إلى سراي الحكومة المعدة لإقامة سموه ، وكان في مقدمة | المواكب فرقة من الجندرمة يتبعها ضباط البر والبحر ثم سمو الأمير إبراهيم باشا | وعن يساره سليمان باشا وهما لابسان أفخر الملابس الشرقية المزركشة | بالذهب ، وخلفهما عدد كثير من الخدم السودانيين حاملين الشبكات المحلاة | بالحرير والتراكيب المنمنمة ومر سموه بهذه الهيئة بين صفوف العساكر والأهالي | والكل يقابلونه بالتهليل والتفخيم والتكريم والتعظيم .
ثم في اليوم التالي سافر سليمان باشا إلى مدينة مرسيليا فبورفاندر ، فبربنيان ، | ففرنيه لإستعداد المحلات اللازمة لإقامة الأمير وتابعيه وبعد تأدية هذه المأمورية | عاد الباشا إلى مدينة بربنيان وكان قد دعاه الجنرال الكونت دي كاستيلان قائد | الفرقة الفرنساوية المعسكرة في هذه الجهة ليشهد المناورات التي عزم الكونت | على عملها إكراما له ثم بعد أن حضر هذه المناورات عاد إلى مدينة بورفاندر | لإنتظار أميره .
Page 221