La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
177

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

هذا ولما وصل محمد علي باشا كتاب ولده إبراهيم باشا بطلب ما تقدم | أرسل إليه كل ما يلزم لإرجاع الجند ومن معهم من المستخدمين الملكيين | | وعائلاتهم لما أخذ العساكر في النزول إلى المراكب أرسل إليه الكومودور نابير | بأن يترك في مدينة غزة كل من بجيشه من السوريين ليرجعوا إلى بلادهم وجبالهم | لما أن الشام قد انسلخت عن مصر وأعيدت إلى الحكومة العثمانية فالتزم | بتركهم وكان لذلك تأثير محزن في قلوب المصريين لما علموا أن كل أتعابهم وما | سفكوه من دمائهم وما فقدوه من إخوانهم في ميادين القتال لم يعد على وطنهم | بشيء بل ذهب أدراج الرياح ولكنهم تسلوا عن ذلك بما نالوه من الشرف | وأكسب وطنهم فخرا مخلدا ومجدا مؤبدا .

ومن غريب المصادفة وأعجبها أن رجوع إبراهيم باشا مع جيشه إلى | الإسكندرية وافق يوم خروج الدونانمة التركية من مينا الإسكندرية في 23 يناير | سنة 1841 بعد أن مكثت بها ستة أشهر تقريبا والتزم محمد علي باشا بردها | إلى الدولة العلية بمقتضى الوفاق الذي أبرم بينه وبين الكومودور نابير في 27 | نوفمبر سنة 1840 ، فكان لهذا التصادف وقع محزن في قلب محمد علي باشا | لضياع أتعابه هدرا وهباء منثورا ، لكنه علم أنه يلزمه ومن الواجب عليه أن | يفرغ جهده ، ويبذل همته في ترقية مصر وإصلاح شؤنها فإنها لو اعتنى بأمرها | لدرت أضعافا مما ينتج منها وهي على هذه الحالة .

Page 211