La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
172

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

إخلاء المصريين بلاد الشام :

هذا ولنقل بالإختصار ، إن المراكب الإنكليزية والعساكر المختلطة التي | أنزلت إلى البر في عدة مواضع تمكنت من أخذ جميع المدن الواقعة على البحر | وإخراج المصريين منها حتى لم يكن لمحمد علي باشا بد من الإذعان إلى مطالب | أوربا ، وأنه من العبث المحض مقاومة الدول المتحدة فأصدر أوامره إلى ولده | إبراهيم باشا بعدم تعريض عساكره للقتال والموت بلا فائدة وباستدعاء الجنود | المعسكرة في حدود الشام والإنجلاء عنها مع إتخاذ أنواع الإحتراس الكلي من | العرب وسكان الجبل ، فبلغ إبراهيم باشا هذه الأوامر إلى القواد جميعهم وأخذ | الجنود في الرجوع من كل فج وصاروا يتجمعون حول قائدهم الأعظم الذي | قادهم غير مرة إلى النصر والظفر وبعد ذلك قسم الجيش عدة فرق كل منها | تحت إمرة أحد ممن اشتهر من القواد بالبسالة والتبصر في عواقب الأمور وصار | الكل راجعين إلى مصر تاركين البلاد التي سفكوا فيها دمائهم وسيتركون فيها | قبور إخوانهم .

وكان إبتداء الجيش في الرجوع إلى مصر في أواسط شهر ديسمبر سنة | 1840 ووصل الكل إلى القاهرة بعد أن ذاقوا مرارة النصب وتحملوا أنواع | الذل والتعب وقاسوا شديد الوصب ، مما تكل عن وصفه الأقلام ولا تحيط بنعته | الأوهام ويكدر الأذهان فضلا عن موت كثير منهم في الطريق بسبب مناوشات | العرب الذين زادت همتهم وجراءتهم لما تحققوا من عدم تمكن المصريين من | العودة ورائهم واقتفاء آثارهم ومع ذلك فتمكن سليمان باشا من إرجاع مائة | وخمسين مدفعا بخيولها إلى مصر ، وكثير من خيول السوارى التي هلك قسم | عظيم منها بسبب العطش وشدة التعب .

Page 205