La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
146

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

هذا ولما وصل خبر تقدم الأتراك إلى محمد علي باشا أمر بجمع العساكر | والذخيرة وأرسل إلى وزير حربيته المدعو أحمد المنكلي باشا لما كان يعهده فيه | من الشجاعة والبسالة بأن يلحق إبراهيم باشا بالديار الشامية ليكون له عونا | وظهيرا في الحوادث المنتظرة ، فلما علم قناصل الدول بكل هذه الإستعدادات | خافوا من سوء العاقبة واشتعال نار الحرب بين مصر والدولة العلية لوثوقهم | بانتصار المصريين على الأتراك فتوجه قنصل فرنسا إلى محمد علي باشا وطلب | منه بإلحاح زائد أن يوقف سفر أحمد باشا النكلي خوفا من أن تعتبر الدول سفره | هذا بمثابة رغبة في القتال وربما أدى ذلك إلى معاكستها له ومساعدة الباب | العالي عليه ، وفي آخر المحادثة قال له القنصل أن مسئولية الحرب تقع على عاتقه | لو أرسل أحمد باشا المذكور لأن الباب العالي لا يود إلا السلم الذي هو رغبة | فرنسا ، فأجابه محمد مع جيشه بأنه مستعد لا لعدم إرسال أحمد باشا فقط بل | إستدعاء إبراهيم باشا مع جيشه أيضا إذا ضمنت له فرنسا أن الترك لا | يتقدمون نحو تخوم الشام ، ففرح بذلك قنصل فرنسا وأبرز له رسالة صادرة من | الأميرال ( روسان ) سفير فرنسا لدى الباب العالي يخبره فيها أن الباب العالي | وعند فرنسا وعدا صريحا بعدم الإبتداء بالحرب فنظر حينئذ محمد علي باشا إلى | قنصل النمسا وكان حاضرا هذه المحادثة وقال له أيمكنك أن تضمن لي السلم | باسم دولتك كما فعل قرينك ؟ فأجابه قنصل النمسا بالنفي ، فحينئذ قال محمد | | علي باشا أن الواجب علي الآن أن أستعد للحرب لأني متحقق من نوايا الباب | العالي .

وفي اليوم التالي سافر أحمد باشا إلى حلب وكان وصوله بعد تسعة أيام وعلم | القاصي والداني بذلك وأنه لا بد من الحرب قريبا وصار الكل في انتظار ما | يترتب على هذه الحروب من النتائج ، وما تفعل أوربا لو انتصر المصريون على | الأتراك وأما الأتراك فإنهم جمعوا جيوشهم حول قرية صغيرة تدعى ( نصيبين ) ، | وهي نقطة مشهورة في التاريخ بحسن موقعها الحربي ، حتى أنها كانت دائما ملتقى | الجيوش التي تنازعت ملك بلاد الشام من الأعصر الخالية إلى وقتنا هذا وهذه | النقطة مهمة جدا لوقوعها على تلال مرتفعة يحفها من أسفلها نهر صغير يجري | من الشمال إلى الجنوب ، صعب العبور لشدة جريان مائه وزيادة عمقه وهو نهر | ( قرسيم ) وكذلك يحيط بها من جهة أخرى نهر آخر يجري من الغرب إلى الشرق | ويصب في نهر قرسيم فيجتمعان ويجريان إلى نهر الفرات .

Page 178