La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
135

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

ولما فطن الشاميون إلى هذه الغاية ازدادوا عتوا وكادوا ينشرون لواء | العصيان جهارا فلما علم إبراهيم باشا بذلك أخذ الإحتياطات اللازمة لصدهم | لو أرادوا الهجوم عليه ولمهاجمتهم إذا اقتضى الحال ذلك ، فأرسل حامية قوية إلى | مدينة الرقة الواقعة على شاطئ الفرات لمنع مرور العثمانيين لو أرادوا عبوره | وكذلك أرسل العدد الكافي من الجند إلى جهات ( أورفه ) و ( حلب ) و ( أنطاكية ) | وفرق ما بقي من جيشه بهيئة سيارات صغيرة تطوف في كل أنحاء البلاد لمجازاة | القرى التي تتأخر في تأدية الخراج ، أو تعارض الحكومة في إجراءاتها وبذلك | خمدت الثورات الداخلية الصغيرة وعلم الكل أن ما هم فيه من شق العصا | والإنحراف عن الحكومة المصرية غرور وأن الأوفق موالاتها ما لم تسع الدولة | العلية بالفعل في مساعدتهم ماديا وجعل إبراهيم باشا مركزه وأركان حربه في | مدينة أنطاكية مفضلا لها عن مدينة حلب لرداءة هوائها وقلة مياهها وتعرضها | دائما إلى الأوبئة والأمراض المعدية . | | ولتمهيد ما سيأتي ذكره من الحوادث السياسية التي أوجبت تداخل | الأوروباويين المسألة المصرية ضد محمد علي باشا منعا لوقوع أهم الولايات | العثمانية في قبضته وبالتالي من عدم تمكنهم منها في المستقبل نقول :

إن حكومة فرنسا كانت في ذلك العهد حكومة ملكية مقيدة تقييدا كليا | وكان يكفلها إذ ذاك ( لويس فيلبس ) الذي ارتقى على أريكة الملك عقب هياج | الأمة على ( شارل ) العاشر وعزلها له وطردها إياه في أواخر شهر يوليو سنة | 1830 لأنه كان شديد الميل كثير الرغبة إلى الاستبداد والحكم بدون مشورة | الأمة أي الرجوع إلى ما كانت عليه فرنسا قبل الثورة العظمى وضياع كل ما | حصل عليه الفرنساويون من الحرية بعد سفك دمائهم في محاربة سائر ملوك | أوربا ، ولما ولى ( لويس فيلبس ) أجاب إلى كل ما طلبته منه الأمة من كونه يكون | ملكا مالكا لا حاكما وأما الأحكام فتكون بيد الوزراء وأعضاء مجالس النواب | ولما لم يكن لمعظم الفرنساويين ما يلزم لمثل هذه المهمة من الحنكة والتجارب ولو | أنه كان منهم في ذلك رجال سياسيون محنكون مثل ( تيرس ) وجيزو | وغيرهما إلا أنهم كانوا ملزمين بإتباع ما يقرره أعضاء مجالس النواب حتى في | الأمور السياسية التي يلزم كتمانها ، ولذلك كانت فرنسا حينئذ بمعزل عن جميع | الدول الأوروباوية ما عدا انكلترا ، فإنها كانت تظهر لها التودد لمصالحها | التجارية فضلا عن ميل الفرنساويين لمساعدة كل أمة تسعى للحصول على | الحرية والإستقلال وهذه الحاسيات لا تذم على كل حال بل تمدح في حد | ذاتها . |

Page 167