بعد العشاء، تناقش المستر باوندرباي، في حجرة الاستقبال، في موضوع السرقة ثم أرسل بيتزر ثانية إلى المصرف يحمل رسالة إلى توم كي يأتي إليهم بآخر قطار في تلك الليلة.
فيما بعد ذلك، حثت مسز سبارسيت، المستر باوندرباي على أن يجلس إلى مائدة، ويلعب معها لعبة الحظ، فجلسا بجانب شباك يطل على الحديقة، وكان مساء لطيفا، وكانت لويزا تسير مع هارتهاوس في الحديقة، وكان بالإمكان سماع صوتيهما في ذلك الجو الهادئ، ولكن ليس نص الكلام. استمرت مسز سبارسيت تنظر إلى الحديقة بينما يظلم الجو شيئا فشيئا.
فقال المستر باوندرباي: «ما الخطب يا مدام؟ هل ترين حريقا؟»
قالت: «لا يا سيدي .. كنت أفكر في هواء الليل البارد ، وأخشى أن تصاب الآنسة جرادجرايند بالبرد.» وكانت تقصد لويزا.
فقال المستر باوندرباي: «إنها لا تصاب بالبرد أبدا.»
بعد مدة طويلة من ذهاب لويزا إلى الفراش في تلك الليلة انتظرت قدوم أخيها، وأخذت تنصت وهي تعرف أنه لن يأتي إلا بعد منتصف الليل. فلما سمعت وقع أقدامه، عرفت أنه جاء، فذهبت إلى حجرته.
كان باب الحجرة مقفلا، ففتحت برفق، وتحدثت إليه. ثم سجدت إلى جانب سريره، وجذبت وجهه نحوها وهي تعرف أنه لم يكن نائما. فتظاهر بأنه صحا لتوه، وسألها ما الخطب.
قالت: «يا توم؛ ألديك ما تحدثني به؟ إن كنت قد أحببتني في حياتك، ولديك ما تخفيه عن كل إنسان غيري، فبح به إلي.»
قال: «لا أعرف ما تقصدين يا لو. إنك تحلمين!»
لم يخبر توم أخته بشيء، ولكنه بكى بعد أن انصرفت.
Page inconnue