فتوسلت أميمة قائلة: أخفت من صوتك.
فصاح قدري في حنق: ماذا تخافين؟ ... لا شيء إلا الطمع في عودة لن تتحقق. صدقيني إنك لن تغادري هذا الكوخ حتى الممات.
فاحتد أدهم قائلا: كفى هذيانا، أنت مجنون وحق خالق الكون! ألم تكن تريد أن تلحق بالفتاة الهاربة؟ - وسألحق بها. - اسكت، لقد ضقت بحماقاتك!
وقالت أميمة بجزع: لن تطيب لنا الحياة بجوار إدريس بعد اليوم.
والتفت أدهم نحو همام وسأله: قلت ماذا وراءك؟
فقال همام بصوت لا أثر للسرور فيه: دعاني جدي إلى الإقامة في البيت الكبير.
وترقب أدهم بقية للحديث، فلما لم ينبس الشاب تساءل في يأس: ونحن؟ ماذا قال عنا؟
فهز همام رأسه في حزن وهمس: لا شيء.
فضحك قدري ضحكة كلدغة عقرب وسأله في سخرية: وماذا جاء بك؟ - نعم ماذا جاء بي؟ لا شيء إلا أن السعادة لم تخلق لينعم بها أمثالي. وقال بحزن: لم أقصر في تذكيره بكم.
فقال قدري بحنق: شكرا، ولكن ماذا جعله يؤثرك علينا؟ - أنت تعلم أن لا شأن لي في ذلك.
Page inconnue