Les enfants de notre quartier

Naguib Mahfouz d. 1427 AH
184

Les enfants de notre quartier

أولاد حارتنا

Genres

فقال زكي محتجا: لن نترك هذا العمل ولكن نترك الحارة.

فخفق قلب ياسمينة جزعا لتخيل البعد عن حارة رجلها، وقالت بحدة: لن نعيش غرباء ضائعين بعيدا عن حارتنا.

وتركزت الأعين في وجه رفاعة فاعتدل رأسه رويدا وقال: لا أحب أن أهجر حارتنا.

وهنا دق الباب دقات متتابعة في لهفة فذهبت ياسمينة تفتحه، وسمع الجالسون صوتي عم شافعي وعبدة وهما يسألان عن ابنهما. وقام رفاعة فتلقى والديه بالعناق. وجلسوا وشافعي وزوجته يلهثان، ووجهاهما ينطقان بما يحملان من أنباء مزعجة. وسرعان ما قال الأب: يا بني، تخلى عنك خنفس، فحياتك في خطر، وأخبرني أصحابي بأن أعوان الفتوات يحومون حول بيتك.

وجففت عبدة عينين حمراوين وقالت: ليتنا ما عدنا إلى هذه الحارة التي تباع فيها الأرواح بلا ثمن!

فقال علي متحمسا: لا تخافي يا سيدتي، فحينا كله أصدقاء يحبوننا.

وقال رفاعة متأوها: ماذا فعلنا مما نستحق عليه العقاب؟!

فهتف عم شافعي جزعا: أنت من حي آل جبل المكروه لديهم، وكم توجس قلبي خيفة منذ جاء ذكر الواقف على لسانك!

فقال رفاعة متعجبا: بالأمس حاربوا جبل لمطالبته بالوقف، واليوم يحاربونني لاحتقاري الوقف!

فلوح شافعي بيده جزعا وقال: قل فيهم ما تشاء فلن يغير هذا منهم شيئا، ولكن اعلم أنك هالك إن غادرت بيتك، ولست آمن عليك إن بقيت فيه.

Page inconnue