الطعام والإلباس ، ويمنع من الاهانة والإذلال، فإن الملوك ترتفع أقدارها عن ذلك.
ولئا حارب الشلطان طغرل السلجوقى لقزل ارسلان في المرة الأولى لمخامرة عسكره عليه، انكسر وبقي السلطان اسيرا مع غلمانه راكبا على فرسه والجتر على رأسه، وقد هربت عساكره، وتفرقت جموعه، ونهبت أثقاله، فتقدم قزل ارسلان وترجل عن فرسه وقبل الارض بين يديه، وقال له يا خوند أنت السلطان ونحن عبيد ومماليك وخواجة تاشية نتخاصم مع بعضنا بعض، ونتقاتل ونصطلح، فارجع إلى همذان ونحن بين يديك، ففعل ذلك مدة، وهذا من جميل مقابلة النعم بالشكر.
ويحكى أن زبيدة(1) العباسيه كانت جالسة ذات يوم في قصرها، وقد دخلت عليها حاجبتها تقول لها إن امرأة جميلة عليها أطمار رثة تريد الدخول عليك، وتذكر أن لها معرفة قديمة تمت بها، فانكرت زبيدة ذلك وتوقفت فيه تم سالها من حضرها من نسائها وجواريها في الاذن لها فاذنت، فدخلت امرأة تامة القامق، معتدلة الخلقة، جميلة الصورق، عليها أطمار بالية، ورداءآ مرقع، فجعلت تمشى على استحياء، تلاصق حيطان الأروقة حتى انتهت الى باب المجلس فسلمت؛ فقالت لها زبيدة: حييت، فمن أنت؟ قالت:
Page 104