L'impact des Arabes sur la civilisation européenne
أثر العرب في الحضارة الأوروبية
Genres
Errai
والذنب
Denob ... وأمثال هذه الأسماء المحفوظة بألفاظها كثير غير ما ترجموه بالمعاني دون الألفاظ. •••
والعلاقة بين الفلك والعلوم الرياضية توجز لنا البيان عن خط الثقافة العربية من الرياضيات في جملتها. وقد تغني العناوين هنا عن التفضيلات التي تلتمس في مطولات هذا الباب؛ فإن الجبر يعرف باسمه العربي في جميع اللغات الأوروبية؛ لأن الإغريق وقفوا به عند القواعد الأولى التي أثبتها ديوفانتس
Diophantus
الإغريقي السكندري في القرن الثالث للميلاد. وقد لخص جوستاف لوبون تجديداتهم في هذه العلوم فقال: إنهم أدخلوا الخط الممارس إلى حساب المثلثات، وحلوا المعادلات المكعبة، وقد توسعوا في مباحث المخروطات، وأحلوا الجيوب محل الأوتار، وأنشئوا النظريات الأساسية لحل مثلثات الأضلاع. وروي عن بعض الثقات أن تجديدات العرب في هذه المسائل وأمثالها كانت ثورة علمية بعيدة الآثار.
وليس بالشرقيين غلو في القول إذا ارتفعوا ببعض الرياضيين الإسلاميين إلى الذروة العليا في علم الرياضة جمعاء؛ فإن الأستاذ كارل ساخاو، الذي كان أستاذا للغات السامية في جامعة فيينا، يقول عن البيروني: إنه أعظم العقول التي ظهرت في العالم.
والأستاذ لالاند الفلكي الفرنسي المشهور في القرن الثامن عشر يقول عن البتاني: إنه واحد من عشرين رياضيا ظهروا في العالم القديم والعالم الحديث.
ومن تمحيص القول في نشأة العلوم الرياضية أن نلغي منه اللغو الذي يتداوله بعض الأوروبيين المحدثين ليؤثروا الإغريق وحدهم بالفضل في ابتداع الهندسة وتطبيق الرياضة النظرية على الفلك وسائر الفنون، فقد بلغت العصبية «الأوروبية» ببعضهم أن يعزوا إلى طاليس فضل الإنباء بالكسوف قبل وقوعه، وينسوا الحقائق الحسية التي تدل على سبق المصريين والبابليين في هذه الدراسات، ومن هؤلاء من يكتب عن تاريخ الفلسفة الإغريقية قديمها وحديثها؛ كجون برنيت
Burnet ، أو يكتب خاصة عن تاريخ هذه الفلسفة من طاليس إلى أفلاطون، ويغفل عما كتبه أفلاطون نفسه في نشأة الرياضيات؛ لأن أفلاطون قرر في حوار فيدراس أن توت، الإله المصري، هو الذي اخترع الحساب والهندسة والفلك وكتابة الحروف، وكان ينعى على قومه أنهم لا يعنون بهذه العلوم عناية المصريين كما جاء في الفصل السابع من قوانينه؛ حيث قال: «إن الأحرار عليهم أن يتعلموا من هذه المسائل بمقدار ما يبذل للتعليم في مصر لعدد كبير من الأطفال حين يتعلمون الكتابة»، وإن الأطفال المصريين يتدرجون من تعلم الجمع والطرح والقسمة إلى التمرينات في قياس الأطوال والسطوح والمكعبات، ثم ختم الكلام الذي ورد في ذلك الحوار على لسان الأثيني آسفا لذلك الجهل المخجل المضحك الذي أطبق على سائر بني الإنسان في هذه الدراسات.
Page inconnue