التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
Genres
التَّعْرِيْفُ بِمُصَنِّفِ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ (١):
هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّمِيْمِيُّ؛ النَّجْدِيُّ، زَعِيْمُ النَّهْضَةِ الدِّيْنِيَّةِ الإِصْلَاحِيَّةِ الحَدِيْثَةِ فِي جَزِيْرَةِ العَرَبِ وُلِدَ عَامَ (١١١٥هـ)، وَتُوُفِّيَ عَامَ (١٢٠٦هـ).
وُلِدَ وَنَشَأَ فِي العُيَيْنَةِ (بِنَجْدٍ) وَرَحَلَ مَرَّتَيْنِ إِلَى الحِجَازِ، فَمَكَثَ فِي المَدِيْنَةِ مُدَّةً قَرَأَ بِهَا عَلَى بَعْضِ أَعْلَامِهَا، وَزَارَ الشَّامَ، وَدَخَلَ البَصْرَةَ فَأُوْذِيَ فِيْهَا، وَعَادَ إِلَى نَجْدٍ؛ فَسَكَنَ (حُرَيْمِلَاءَ) وَكَانَ أَبُوْهُ قَاضِيَهَا بَعْدَ العُيَيْنَةِ.
ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى العُيَيْنَةِ؛ نَاهِجًا مَنْهَجَ السَّلَفِ الصَّالِحِ، دَاعِيًا إِلَى التَّوْحِيْدِ الخَالِصِ وَنَبْذِ البِدَعِ وَتَحْطِيْمِ مَا عَلَقَ بِالإِسْلَامِ مِنْ أَوْهَامٍ. (٢)
وَارْتَاحَ أَمِيْرُ العُيَيْنَةِ عُثْمَانُ بْنُ حَمَدِ بْنِ مَعْمَرِ إِلَى دَعْوَتِهِ فَنَاصَرَهُ، ثُمَّ خَذَلَهُ (٣)، فَقَصَدَ الدَّرْعِيَّةَ (بِنَجْدٍ) سَنَةَ (١١٥٧ هـ)، فَتَلَقَّاهُ أَمِيْرُهَا مُحَمَّدُ بْنُ سُعُوْدٍ بِالإِكْرَامِ، وَقَبِلَ دَعْوَتَهُ وَآزَرَهُ، كَمَا آزَرَهُ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُهُ عَبْدُ العَزِيْزِ، ثُمَّ سُعُوْدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَقَاتَلُوا مِنْ خَلْفِهِ، وكَانَتْ دَعْوَتُهُ الشُّعْلَةَ الأُوْلَى لِليَقَظَةِ الحَدِيْثَةِ فِي العَالَمِ الإِسْلَامِيِّ كُلِّهِ، تَأَثَّرَ بِهَا رِجَالُ الإِصْلَاحِ فِي الهِنْدِ وَمِصْرَ وَالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا، وَعُرِفَ مَنْ وَالَاهُ وَشَدَّ أَزْرَهُ فِي قَلْبِ الجَزِيْرَةِ بِـ (أَهْلِ التَّوْحِيْدِ) وَ(إِخْوَانِ مَنْ أَطَاعَ اللهَ) وَسَمَّاهُمْ خُصُوْمُهُم بِالوَهَّابِيِّيْنَ، وَشَاعَتِ التَّسْمِيَةُ الأَخِيْرَةُ عِنْدَ الأَوْرُبِّيِّيْنَ فَدَخَلَتْ مُعْجَمَاتِهِم الحَدِيْثَةَ، وَأَخْطَأَ بَعْضُهُم فَجَعَلَهَا مَذْهَبًا جَدِيْدًا فِي الإِسْلَامِ تَبَعًا لِمَا افْتَرَاهُ خُصُوْمُهُ؛ وَلَا سِيَّمَا دُعَاةُ مَنْ كَانُوا يَتَلَقَّبُوْنَ بِالخُلَفَاءِ مِنَ التُّرْكِ.
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي الدَّرْعِيَّةِ، وَحُفَدَاؤُهُ (٤) اليَوْمَ يُعْرَفُوْنَ بِبَيْتِ (الشَّيْخِ)، وَلَهُمْ مَقَامٌ رَفِيْعُ عِنْدَ آلِ سُعُوْدٍ.
وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ أَكْثَرُهَا رَسَائِلُ مَطْبُوْعَةٌ، مِنْهَا (كِتَابُ التَّوْحِيْدِ) (٥) وَرِسَالَةُ (كَشْفُ الشُّبُهَاتِ) وَ(تَفْسِيْرُ الفَاتِحَةِ) وَ(أُصُوْلُ الإِيْمَانِ) وَ(تَفْسِيْرُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) وَغَيْرُهَا.
_________
(١) مُسْتَفَادٌ مِنْ كِتَابِ (الأَعْلَامُ) لِلزِّرِكْلِيِّ (٢٥٧/ ٦).
(٢) وَفِي (مُعْجَمُ المُؤَلِّفِيْنَ) (٢٦٩/ ١٠) لِعُمَر كَحَّالَة: (وَقَامَ بِالدَّعْوَةِ إِلَى العَقِيْدَةِ السَّلَفِيَّةِ وَالعَمَلِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ).
(٣) أَيْضًا مِمَّنْ خَذَلَهُ أَخُوْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، ثُمَّ تَابَ وَرَجَعَ.
قَالَ الزِّرِكْلِيِّ فِي الأَعْلَامِ (١٣٠/ ٣): (سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّمِيْمِيُّ النَجْدِيُّ: أَخُو الشَّيْخِ زَعِيْمِ النَّهْضَةِ الإِصْلَاحِيَّةِ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، عَارَضَ أَخَاهُ فِي الدَّعْوَةِ، وَكَتَبَ رَسَائِلَ فِي ذَلِكَ مِنْهَا (الرَّدُّ عَلَى مَنْ كَفَّرَ المُسْلِمِيْنَ بِسَبَبِ النَّذْرِ لِغَيْرِ اللهِ) مَخْطُوْطٌ فِي أَوْقَافِ بَغْدَادَ (٦٨٠٥)، ثُمَّ عَادَ وَأَظْهَرَ النَّدَمَ، قَالَ عَلِيّ جَوَاد الطَّاهِر: (وَلَهُ فِي ذَلِكَ رِسَالَةٌ مَطْبُوْعَةٌ).
(٤) الحَفِيْدُ: وَلَدُ الوَلَدِ، وَالجَمْعُ حُفَدَاءُ، اُنْظُرْ كِتَابَ (لِسَانُ العَرَبِ) (١٥٣/ ٣).
(٥) وَمِنْ أَبْرَزِ مَنْ شَرَحَهُ حَفِيْدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ المَجِيْدُ فِي شَرْحِ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ)، (ت ١٢٨٥ هـ).
1 / 2