أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
Maison d'édition
-
Numéro d'édition
-
Genres
اشتهرت الطائف برباها، ولعل هذه الشهرة كانت لمكان اليهود منها فقد جاء في فتوح البلدان للبلاذري "ص٥٦" أنه: "كان بمخلاف الطائف قوم من اليهود طردوا من اليمن ويثرب، فأقاموا بها للتجارة، فوضعت عليهم الجزية ... ".
ويذكر المفسرون "أن أربعة إخوة من ثقيف كانوا يداينون بني المغيرة بن عبد الله بن عمير بن عوف الثقفي، وكانوا يرابون، فلما ظهر النبي ﷺ على الطائف أسلم هؤلاء الإخوة بنو عمرو الثقفي، وطلبوا رباهم من بني المغيرة. فقال بنو المغيرة: "والله ما نعطي الربا في الإسلام وقد وضعه الله عن المؤمنين! ". فاختصموا إلى عتاب بن أسيد وكان عامل رسول الله ﷺ على مكة، فكتب إلى النبي بقضية الفريقين وكان ذلك مالا عظيما، فأنزل الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ...﴾ ١".
هذا، وقد كانت ثقيف صالحت النبي ﷺ على أن ما لهم من ربا على الناس وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع، وثقيف هم أهل الطائف.
ولم تقتصر علائق أهل مكة مع أهل الطائف على المراباة والتجارة، بل كان لأهل مكة أملاك بالطائف يصلحونها ويستغلونها، فقد "كان
_________
١ سورة البقرة: ٢٧٨.
1 / 61