أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
Maison d'édition
-
Numéro d'édition
-
Genres
اليمن ومن أسواق العرب" فيكسوها الكعبة، فسمته قريش "العدل"؛ لأنه عدل فعله بفعل قريش كلها، فسموه إلى اليوم العدل ويقال لولده: بنو العدل".
والحق أن الأمر لم يقتصر على هذه "المكارم الرسمية" من الرفادة وكسوة الكعبة وما إليهما، بل كان ذلك من أخلاق قريش الملازمة لهم في حلهم وترحالهم، فـ "لم يكن أحد يتزود مع قريش في سفر، وكانوا يطعمون كل من يصحبهم" وعرف ثلاثة نفر منهم لمبالغتهم في هذه الخصلة بـ "أزواد الركب" وهم: مسافر بن أبي عمرو بن أمية، وزمعة بن الأسود، وأبو أمية بن المغيرة١.
لم تنج قريش من ألسنة العرب، ولم تخل ممن نفس عليها مكانها أو حقد عليها استئثارها بالغنى من أفناء العرب الذين يقدمون مكة فيعانون من تجارتها عنتا وإرهاقا، عدا ما يسامون من الهزء أحيانا ومن أداء الربا المضاعف لهؤلاء. وكان اشتغال التجار بتجارتهم وانكبابهم على شئونها قد صرفهم بعض الصرف عن معالجة شئون الحرب كما يعالجها أمثالهم من غير التجار. ولاحظ ابن سلام أن الذي
١ الأغاني ٩/ ٤٩ "طبعة دار الكتب"، وانظر في هذه الصفحة الحاشية المنقولة عن كتاب "ما يعول عليه في المضاف إليه".
1 / 125