Les secrets des palais
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
Genres
وركب في ذلك المساء بعينه ك ... باشا وصلاح الدين بك الباخرة «سلطانية» فأقلعت في الحال.
وبعد ثمانية أيام وصل إلى وزارة الخارجية في الأستانة التلغراف الآتي الذي ضرب في إيجازه المثل، وطاف العواصم الأوروبية، وهو بنصه وفصه:
نحن والبهائم وصلنا بصحة جيدة .
الفصل السابع
صيرورة السرية سلطانة
لا غرو أن تشوق القارئ إلى معرفة الكيفية التي توصلت بها مهرى إلى صيرورتها محظية السلطان عبد العزيز ... على أن السبب بسيط:
وإذا أراد الله نصرة عبده
كانت له أعداؤه أنصارا
والحظ إذا ساعد الإنسان أوصله إلى معارج العز والفخار، وهذا رفع مهرى هانم إلى مقام سلطانات آل عثمان بعد أن كانت إحدى جواري والدة السلطان. أما الواقعة فهي أن السلطانات رغبن في يوم قد صحا جوه واعتل هواؤه أن يتغذين في بستان بيكلربك، وصادف ذلك النهار أن خرج السلطان إلى نفس البستان، ودخل في أحد الكشكات الجميلة المتفرقة في أنحاء الحديقة، وقد التفت حوله الأشجار الكثيفة والرياحين والأزهار بأبهى مشهد وأحسن منظر.
ولم يكن السلطان في تلك الساعة مهتما بتسريح طرفه في تلك المناظر البهجة التي يحق له أن يفاخر بها ملوك الأرض طرا. بل كان واقفا وراء ستار حريري مرسلا بنظره إلى الطريق كأنه ينتظر مرور شخص تهمه معرفته، فبعد أن انتظر قليلا عيل صبره، فالتفت إلى خصيه ونديمه الخاص وقال: قد بكرنا بالمجيء فحرارة الشمس لاذعة، ولا أظنهما تخرجان الساعة. - كلا بل قد خرجتا مثل هذه الساعة الاثنين الفائت. - وهل أنت واثق أنهما غاية في الجمال والبهاء، وأنهما تحبانني؟ - نعم، إنهما غاية في الحسن ونهاية في الجمال، وإن إحداهما صرحت بهيامها بجلالتك. - وهل أنت واثق من أنها صرحت بذلك عفوا من غير قصد ولا أمل أن يسمعها أحد فينقل كلامها إلي. - نعم، باغتها تبوح بسرها همسا إلى رفيقتها دون أن تراني أو تشك بي. - كنت أحب أن أسمع هذه النجوى بأذني، فقد سمعت النساء كثيرا يقسمن بحبي، لكن لا أعرف إن كن يبحن بحقيقة ما يضمرن. - ولكن هذه مولاي من حرم جلالة السلطانة الوالدة. - وكيف لم ألمحها حتى الآن؟ - يصعب تمييز الجمال متى كثر ... ولكن ها هي قادمة لتفتح الباب الصغير لصديقتها وجارتنا. - فأطل السلطان فوجد عائشة قد دخلت وطوقتها مهرى بذراعيها فتعانقتا طويلا، ثم دخلتا البستان سوية فنادى السلطان الخصيان أن يتبعوه، وكان كلما سار خطوة وقف يلهث من التعب؛ لشدة سمنه وضخامة جثته، لكنه كان على الرغم من ذلك باقيا لذلك العهد جميل الصورة بهي الطلعة مهاب المنظر، فلما وصل إلى أمام الباب تقدم إلى الطريق، وعاد على أعقابه غاضبا مذعورا، فصاح الخصي: ما بال جلالتك؟ - لسنا وحدنا في القنص.
Page inconnue