ذلك قال: إنما غرضى أن أنفع المسلمين.. وأن أرفع عنهم الضرر.. وهو مغرور. ولو كان غرضه ذلك فرح به إذا جرى على يد غيره ولو رأى من هو مثله عند السلطان يشفع فى أحد يغضب.. وربما أخذ من أموالهم فإن خطر بباله أنه حرام قال له الشيطان هذا مال لا مالك له وهو لمصالح المسلمين وأنت إمام المسلمين وعالمهم وبك قوام الدين.. وهذه ثلاثة تلبيسات.
أحدها: أنه مال لا مالك له.
والثانى: أنه لمصالح المسلمين.
والثالث: أنه إمام..
وهل يكون إماما إلا من أعرض عن الدنيا كالأنبياء والصحابة..
ومثله: قول عيسى ﵇: العالم السوء كصخرة وقعت فى الوادى فلا هى تشرب الماء ولا هى تترك الماء يخلص إلى الزرع..
وأصناف غرور أهل العلم كثيرة.. وما يفسد هؤلاء أكثر مما يصلحونه..
الفرقة الرابعة
وفرقة أخرى حكموا العلم.. وطهروا الجوارح وزينوها بالطاعات.. واجتنبوا ظاهر المعاصى.. وتفقدوا أخلاق النفس وصفات القلب من الرياء.. والحسد والكبر والحقد.. وطلب
1 / 40