الذي لا يجهل باحث في الأدب العربي ما له من أياد في سبيل تحقيق كثير من الكتب الأدبية، ولا ينكر ما له من فضل وعلم. ولا أكون مبالغا حينما أقول بأن جهده في تحقيق هذه الرسالة لا يقل عن جهد الأستاذ عبد السلام إن لم يفقه؛ فالميمنى مثلا أوضح من حالة عرام وبين عصره فذكر أنه من أهل القرن الثاني وأول الثالث (^١) وأنه ممن دخل خراسان مع عبد اللّه بن طاهر سنة ٢١٧ وهذه من الأمور التي فاتت الأستاذ هارون، وهي أمور لا بدّ منها، إذ معرفة المؤلف أهم ما يعتنى به محقق الكتاب.
قد يقال بأن الأستاذ يجهل كون الميمنى قام بتحقيق هذه الرسالة. ولكن هذا يردّه أمور:
١ - أنه صرح بعلم بذلك قبل شروعه في تحقيق الرسالة.
٢ - أن السيد محمد رشاد عبد المطلب الذي قال الأستاذ هارون بأنه أوصاه بإحضار نسخة مصورة من أصل الرسالة فأحضرها، قد أحضر في الوقت نفسه نسخة من تحقيق الميمنى (^٢).
٣ - أنني نشرت في الرسالة في العام الماضي نبأ نشر الأستاذ الميمنى، أثناء نقدي لطبعة السقا لكتاب (معجم ما استعجم). وليس عبد السلام ممن يوصف بأنه لا يقرأ مجلة (الرسالة) وهو ممن يكتبون فيها (^٣).