Les fantômes du dix-huitième siècle
أشباح القرن الثامن عشر
Genres
بدر (ينهض تاركا رداءه على المقعد) :
أما وقد عرفتني، فهل تجسر على مقاومتي.
طعان :
ولم لا؟ فقبل أن تحرك يدك أقتلك. (بدر يصفر ويضطرب.)
طعان :
أما إحجامي عن قتل الظافر فسببه بسيط جدا.
بدر :
ما عساه يكون؟
طعان :
أنا قاتل ولست جاسوسا، مهنتي خدمة الرجال الذين لا يحسنون النزال، ولكنني لا أخدم الحكومة، فللحكومة رجال يقومون بخدمتها، فعلى هؤلاء مناوأة أعدائها، الظافر ثائر على الحكومة، فعلى حكومة مولاك الفاتك أن تقبض عليه، أما نحن اللصوص فأشبه بالدول تحمي المجرمين السياسيين، إن مولاك الفاتك - بل السفاح - لهو شر مني، سمل عيني أخيه، واختلس عرشه، لا أدري إذا كنت فهمت ما قلته لك، سيان عندي فهمت أم لم تفهم، فلي كلام أقوله له أيضا، أنا رجل معتزل حربكم، سفكت دماء كثيرة والجلاد بانتظاري؛ ليقتص مني، ولكن البلاد غنية برجالها الفضلاء الذين يعملون بذمة وشرف عقولهم وأيديهم، لا أظنك إلا جاهلا ذلك، ومن مصلحتك أن تجهل ما في الدنيا من المصائب والبلايا، لقد تجاوزت حكومتكم الحد في معاملة الفقراء فسمتموهم عذابا واختلستم أموالهم بالرشا والضرائب، وأثقلتم كواهلهم بأعباء الجور والظلم، فهذه الفئة لا تفكر إلا بفوز الظافر على حكومتكم؛ لتستريح من مظالمكم، وهو قد وعد أنه سيخلصهم، وإن قال فعل، فإذا قتلته - يا مولاي القائد - فكأنني قتلت الرجاء في مهد قلوب أولئك المظلومين الذين لم يسيئوا إلي قط فأضطر إلى قتل نفسي. (بدر صامت مفكر.)
Page inconnue