رسول الله صلى الله عليه وسلم صحب صحابة السوء، فقال لي: ما أرى الأمر إلا كما قلت)).
301- وبه إلى الحافظ السلفي قال: سمعت أبا نصر أحمد بن محمد بن علوان التاجر الآمدي بضمير يقول: سمعت يحيى بن عطاف المعدل يقول: ((حكى لي شيخ دمشقي جاور بالحجاز سنين قال: جاوزت بالمدينة سنة مجدبة، فخرجت إلى السوق لأشتري برباعي دقيقا، فأخذ الدقيقي مني الرباعي وقال: العن الشيخين حتى أبيعك الدقيق، فامتنعت من ذلك، فراجعني مرات وهو يضحك، فضجرت وقلت: لعن الله من لعنهما، فلطم عيني، ورجعت إلى المسجد والدموع تسيل منها، قال: وكان لي صديق من ميافارقين شاهد جاور بالمدينة سنين، فسألني عن حالي فذكرت له القصة، فقام معي إلى التربة الشريفة وقال: السلام عليك يا رسول الله، قد جئناك مظلومين فخذ بثأرنا، وتضرع كثيرا، ورجعنا، فلما جن الليل نمت، فحين أصبحت صادفت العين أحسن مما كانت، كأنها لم يصبها ضرب قط، ثم لم يكن إلا ساعة وإذا رجل مبرقع قد دخل من باب المسجد يسأل عني فدل علي، فجاء وسلم، وقال: ناشتدك الله إلا جعلتني في حل، فأنا الرجل الذي لطمتك، فقلت: لا، أو تذكر قصتك؟ فقال: نمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقبل ومعه أبو بكر، وعمر، وعلي رضي الله عنهم، فتقدمت وقلت: السلام عليكم، فقال علي رضي الله عنه: لا سلم الله عليك، ولا رضي عنك، أنا أمرتك أن تلعن الشيخين، وجعل إصبعه هكذا في عيني ففقأهما، فانتبهت وأنا تائب إلى الله تعالى، وأسألك التجاوز عن جرمي، فحين سمعت قوله قلت له: اذهب فأنت في حل من قبلي.
Page 382