299- قلنا: لخوفه من الوقوع في المحذور، أو مقاربته كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه))، ثم إن المشهور من مذاهب العلماء أن متعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم لا يكفر بمجرد ذلك.
وقال الشيخ أبو محمد الجويني من أئمة أصحابنا: إنه يكفر بمجرد ذلك، وفي كلام القاضي أبي بكر ابن العربي من أئمة المالكية ما يقتضي هذا القول أيضا، ولا خلاف في أن ذلك موجب للفسق ورد الرواية، ولو بالواحدة منه، ولكن إذا تاب تقبل روايته، وروي عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبي بكر الحميدي أنه لا تقبل روايته أيضا بعد التوبة، وهو مجروح أبدا لسقوط الثقة لقوله، والجمهور على خلاف ذلك، والله سبحانه أعلم.
300- أخبرنا الشيخ الصالح أبو بكر أحمد بن محمد ابن أبي القاسم بن بدران الأنمي الدشتي بقراءتي عليه قال: أنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي سماعا عليه، أنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي كتابة أن أبا صادق مرشد بن يحيى المديني أخبرهم أن محمد بن الحسين ابن الطفال، أنا الحسن بن رشيق العسكري، ثنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا أبي، ثنا يحيى بن زكريا، ثنا الزبير بن أبي بكر الزبيري، حدثني عمي مصعب بن عبد الله، حدثني أبي عبد الله بن مصعب قال: ((قال لي أمير المؤمنين: يا أبا بكر ما تقول في الذين يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت: زنادقة يا أمير المؤمنين، قال: مع علمت أحدا قال هذا غيرك، قلت: إنما هم قوم أرادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجدوا أحدا من الأمة يتابعهم على ذلك، فشتموا أصحابه رضي الله عنهم، يا أمير المؤمنين ما أقبح بالرجل أن يصحب صحابة السوء، فكأنهم قالوا:
Page 381