Aqdiyat Rasul
أقضية رسول الله(ص)
Maison d'édition
دار الكتاب العربي
Lieu d'édition
بيروت
Genres
«حكم رسول الله ﷺ» فيما حازه المشركون من أموال المسلمين ثم ظهروا عليه وأسلم عليه المشركون
في البخاري: أن فرسا لعبد الله بن عمر ذهب فأخذه العدو فظهر عليهم المسلمون فردّ عليه في زمن رسول الله ﷺ، وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون، فردّه إليه خالد بعد النبيّ ﷺ في زمن أبي بكر «١» . وفي المدونة والواضحة وغيرهما: أن رجلا من المسلمين وجد بعيرا له في المغانم، فقال له رسول الله ﷺ: «إن وجدته لم يقسم فخذه، وإن وجدته قد قسم فأنت أحق بالثمن إن أردته» «٢» .
وفي البخاري ومسلم ومصنف أبي داود: أن النبيّ ﷺ قيل له يوم الفتح: أين تنزل يا رسول الله؟ فقال: «وهل ترك لنا عقيل منزلا» «٣» . ووقع في البخاري أيضا: أن أسامة بن زيد قال للنبيّ ﷺ في حجته: أين تنزل غدا يا رسول الله؟ فقال: «وهل ترك لنا عقيل منزلا؟» ثم قال بعد ذلك: «نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة بالمحصّب حيثما انتهينا»، وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم: ألايبايعوهم، ولا يؤوهم «٤» .
قال الزهري: والخيف الوادي. ولم يقل يونس في حجته ولا زمن الفتح. ووقع في غير الكتب أن عقيلا لما هاجر النبيّ ﷺ أخذ دورهم فحازها وحوى عليها، ثم أسلم وهي في يده، وقضى رسول الله ﷺ: أنه من أسلم على شيء فهو له.
وفي كتاب الخطّابي أنه باع دور عبد المطلب لأنه وارث لأبي طالب ولم يرثه علي لتقدم إسلامه لموت أبيه ولم يكن لرسول الله ﷺ فيها لأن أباه عبد الله مات. وكان أبوه عبد المطلب حيا وهلك أكثر أولاده ولم يعقبوا أحدا فحاز رباعه أبو طالب، وحازها بعد موته عقيل. وقد كان كفار قريش يعتدون على من هاجر من المسلمين فيبيعون داره وعقاره.
وفي البخاري أن النبيّ ﷺ أهديت له أقبية ديباج مزوّدة بالذهب فقسمها في ناس من أصحابه، وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل، فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة فقام على الباب فقال: أدعه لي. فسمع النبيّ ﷺ صوته فأخذ قباء فتلقاه به واستقبله بإزاره فقال: «يا أبا المسور
_________
(١) رواه البخاري (٣٠٦٧ و٣٠٦٨)، والموطأ (٢/ ٤٥٢) في الجهاد، وأبو داود (٢٦٩٨ و٢٦٩٩) من حديث ابن عمر ﵄.
(٢) لم نجده بهذا اللفظ فيما بين أيدينا من المصادر.
(٣) رواه البخاري (١٥٨٨)، ومسلم (١٣٥١) و١٤٤)، وأبو داود (٢٩١٠)، وابن حبان (٥١٤٩) من حديث أسامة بن زيد ﵁.
(٤) رواه البخاري (٣٠٥٨) من حديث أسامة ﵁.
1 / 49