Coptes et Musulmans: de la conquête arabe à 1922
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
Genres
ثم جاء هارون الرشيد ففرض على الذميين زيا خاصا؛ ذلك لأن سكان الحدود كانوا يتجسسون لمصلحة الإمبراطور «نقيفور» البيزنطي، ولكن يلوح أن الإجراء لم ينفذ إلا في مدينة بغداد، أما أقباط مصر، فلم ينلهم منه شيئا.
ولما انتقل الحكم إلى الولاة المستقلين وضعوا حدا للسياسة التي كان يتبعها الخلفاء، ونعم النصارى مرة أخرى بشيء من التسامح للأسباب التي سنبينها في الباب التالي.
هوامش
الفصل الخامس
سياسة الولاة المستقلين
الدولة الطولونية والدولة الإخشيدية
استقبل الطولونيون والإخشيديون حكومة مصر مع أنهم ظلوا اسما تحت سلطان الخلافة العباسية، ويقول المستشرق «بيكر» في هذا الصدد: «يبدأ التاريخ الخاص بمصر الإسلامية بالطولونيين، ولما كان أحمد بن طولون مستقلا عن السلطة المركزية، فلم يعمل فقط على استغلال البلاد، بل حرص دائما على أن تنتج هذه البلاد باستمرار حتى يعلو صيت أسرته، وبذلك تحولت مصر من ولاية بسيطة إلى مركز لإمبراطورية عظيمة، وتحسنت أحوال الإدارة، وارتفع مستوى المعيشة كما هي الحال في مختلف العصور التي كان لمصر خلالها حكومة ثابتة الأركان.»
1
وكان لهذا الوضع الجديد نتائجه الطبيعية، ومن ضمن النتائج البارزة أن الولاة المستقلين لم يعتمدوا على الخليفة بل كانوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أعدائه، فأرادوا أن يكتسبوا عطف عناصر الشعب، ومن بينهم الأقباط.
على أننا لا نستطيع التقدير، على وجه التدقيق، الحد الذي وصلوا إليه في تسامحهم؛ ذلك لأن عهد الطولونيين والإخشيديين كان قصيرا للغاية؛ حيث لم يمتد إلى أكثر من خمسين سنة، بينما لا تعطينا المصادر التي عثرنا عليها إلا معلومات يسيرة عن العلاقات بين المسلمين والأقباط.
Page inconnue