Coptes et Musulmans: de la conquête arabe à 1922

Jacques Tajir d. 1371 AH
108

Coptes et Musulmans: de la conquête arabe à 1922

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Genres

وهدد من يخالف الأمر بالعقوبة الصارمة ، غير أنه لم يستطع أن يمنع البدو من الإساءة إلى النصارى بعد أن أمر البدو باجتياح المناطق المجاورة لمدينة دمياط.

31

فقدت الحروب الصليبية، في عهد فريدريك الثاني والملك الكامل، صبغتها الدينية بعد أن مد إمبراطور ألمانيا يده إلى الملك المسلم، الذي ترك له القدس بدون قتال، ولكنها أصبحت في عهد لويس التاسع حرب إبادة، وقد أمدنا المقريزي بالخطاب الذي أرسله لويس التاسع إلى الملك الصالح،

32

وهذا نصه: «أما بعد؛ فإنه لم يخف عليك أني أمين الأمة العيسوية كما أنه لا يخفى علي أنك أمين الأمة المحمدية، وغير خاف عليك أن عندنا أهل جزائر الأندلس وما يحملونه إلينا من الأموال والهدايا، ونحن نسوقهم سوق البقر، ونقتل منهم الرجال ونرمل النساء ونستأسر البنات والصبيان ونخلي منهم الديار، وأنا قد أبديت لك ما فيه الكفاية وبذلت لك النصح إلى النهاية، فلو حلفت لي بكل الأيمان وأدخلت علي القساوسة والرهبان وعملت قدامي الشمع طاعة للصلبان لكنت واصلا إليك وقاتلك في أعز البقاع إليك، فإما أن تكون البلاد لي فهي هدية حصلت في يدي، وإما أن تكون البلاد لك والغلبة علي فيدك العليا ممتدة إلي، وقد عرفتك وحذرتك من عساكر حضرت في طاعتي تملأ السهل والجبل وعددهم كعدد الحصى، وهي مرسلون إليك بأسياف القضاء.».

ولم يكن جواب الملك الصالح على هذه الرسالة بأقل غطرسة منها؛ إذ جاء فيه: «أما بعد؛ فإنه وصل كتابك وأنت تهدد فيه بكثرة جيوشك وعدد أبطالك، فنحن أرباب السيوف، وما قتل منا فرد إلا جددناه، ولا بغي علينا باغ إلا دمرناه، ولو رأت عيناك أيها المغرور حد سيوفنا وعظم حروبنا، وفتحنا منكم الحصون والسواحل وتخريبنا ديار الأواخر منكم والأوائل، لكان لك أن تقض على أناملك بالندم، ولا بد أن تزل بك القدم في يوم أوله لنا وآخره عليك، فهنالك تسيء الظنون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فإذا قرأت كتابي هذا فتكون فيه على أول سورة النحل

أتى أمر الله فلا تستعجلوه ، وتكون على آخره سورة ص

ولتعلمن نبأه بعد حين ، ونعود إلى قول الله تعالى وهو أصدق القائلين:

كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ، وقول الحكماء: إن الباغي له مصرع وبغيك يصرعك وإلى البلاء يقلبك، والسلام.».

وأكبر الظن أن كان لتبادل الرسائل هذه أثره على موقف الحكام بالنسبة للنصارى في مصر، إلا أن التاريخ لا يعطينا أية معلومات عن هذه النقطة.

Page inconnue