Coptes et Musulmans: de la conquête arabe à 1922

Jacques Tajir d. 1371 AH
109

Coptes et Musulmans: de la conquête arabe à 1922

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

Genres

على أننا نستطيع أن نقدم بعض التفاصيل عما حدث في دمياط بفضل التقرير الذي وضعه «الكونت دي شامباني» عن هذه الحملة،

33

وعلمنا أنه بينما كان لويس التاسع يستعد لمحاصرة دمياط، قام المسلمون بقتل جميع النصارى القاطنين بالمدينة بلا شفقة ولا رحمة، وفي اليوم التالي وجد الصليبيون مدينة دمياط خاوية، أما النصارى الذين فروا من المدينة ونجوا من القتل، فقد عادوا إليها وأعملوا سيوفهم في رقاب المسلمين، الذين لم يساعدهم كبر سنهم أو مرضهم من اللحاق بالجيش الإسلامي المتقهقر، فإن هؤلاء النصارى خفوا إلى استقبال الصليبيين الذين اعتبروهم كأخوتهم، وأشركوهم في موكب انتصاراتهم.

هل كان يوجد في القاهرة في هذه الظروف شبكة للجاسوسية لحساب الصليبيين؟ إن التاريخ الإسلامي لا يذكر إلا حالة فردية واحدة؛ وهي حالة أبي الفضائل بن دوخان، كتب عنه ابن النقاش: «كان أكبر الكتاب نفوذا، وكان قذى في عين الإسلام والخراج الذي يشوه وجه الدين، وكانت سلطته قوية لدرجة أنه أرسل ذات يوم إلى نصراني اعتنق الإسلام أمرا وقع عليه السلطان ليحثه على العودة إلى المسيحية، وكان لم يزل يراسل الفرنج ويخبرهم عما كان يحدث عند المسلمين والحكام والأعيان، وكان مبعوثو الفرنج والنصارى يقتحمون دائما مكتبه، فكان يستقبلهم بحفاوة ويصفي أعمالهم قبل أعمال غيرهم.».

34

هل اعتنق بعض المسلمين الديانة المسيحية في أثناء الحروب الصليبية؟ لمح إلى ذلك بعض مؤرخي الغرب، وجاء في كتبهم أن أحد الصليبيين قال: لدينا بعض المؤمنين الشرقيين الذي يمكنا الاتكال عليهم، فهم يعرفون البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وكذلك الأخطار التي قد نصادفها فيها، وأنهم تلقوا سر العماد بتقوى حقيقية،

35

ولا نعلم بالضبط إذا كان يقصد صاحب هذا القول أفراد طائفة اليعاقبة الذين عادوا إلى حظيرة الكنيسة الكاثوليكية أو بعض المسلمين الذين اعتنقوا المسيحية.

ومن الغريب أيضا أن نرى، بعد النكبة التي حلت بجيوش لويس التاسع وإبادتها عن بكرة أبيها، عددا من الصليبيين قد أربكهم الفزع وبلبل أفكارهم، فأخذوا يشكون في إيمانهم، ولما خيروهم بين اعتناق الإسلام والموت لم يترددوا في اعتناق الإسلام.

ومهما كان الأمر، فإن الحروب الصليبية تركت أثرا مشئوما، وإذا كانت العلاقات بين الشرق والغرب قد امتازت بالمعرفة والاعتبار، فلا شك أيضا أن هذه الحروب حفرت هوة عميقة بين الإسلام والمسيحية.

Page inconnue