جَمِيع مَا يلزمون بِهِ فِي الإستواء وَالنُّزُول وَالْيَد وَالْوَجْه والقدم والضحك والتعجب من التَّشْبِيه
فلزمهم بِهِ فِي الْحَيَاة والسمع وَالْبَصَر وَالْعلم فَكَمَا لَا يجعلونها أعراضا كَذَلِك نَحن لَا نَجْعَلهَا جوارح وَلَا مَا يُوصف بِهِ الْمَخْلُوق وَيَأْتِي كَلَامه كُله
وَمن الْمُتَشَابه الْمحبَّة فِي وَصفه تَعَالَى بهَا فِي قَوْله ﴿يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ الْمَائِدَة ٥٤ وَقَوله ﴿وألقيت عَلَيْك محبَّة مني﴾ طه ٣٩ لِأَن الْمحبَّة ميل الْقلب إِلَى مَا يلائم الطَّبْع وَالله منزه عَن ذَلِك وَحِينَئِذٍ فمحبة الله تَعَالَى للْعَبد هِيَ إِرَادَة اللطف بِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ ومحبة العَبْد لله هِيَ محبَّة طَاعَته فِي أوامره ونواهيه والإعتناء بتحصيل مراضيه فَمَعْنَى يحب الله أَي يحب طَاعَته وخدمته أَو يحب ثَوَابه وإحسانه وَهَذَا مَذْهَب جُمْهُور الْمُتَكَلِّمين
قَالَ الْعَلامَة الطوفي ذهب طوائف من الْمُتَكَلِّمين وَالْفُقَهَاء إِلَى أَن الله تَعَالَى لَا يحب وَإِنَّمَا محبته محبَّة طَاعَته وعبادته وَقَالُوا هُوَ أَيْضا لَا يحب عباده الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا محبته إِرَادَته الْإِحْسَان إِلَيْهِم قَالَ وَالَّذِي دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة وَاتفقَ عَلَيْهِ سلف الْأمة وأئمتها وَجَمِيع مَشَايِخ الطَّرِيق أَن الله تَعَالَى يحب وَيُحب لذاته وَأما حب ثَوَابه فدرجة نازلة
قَالَ وَأول من أنكر الْمحبَّة فِي الْإِسْلَام الْجَعْد بن دِرْهَم أستاذ الجهم بن صَفْوَان فضحى بِهِ خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي وَقَالَ أَيهَا النَّاس ضحوا تقبل الله ضَحَايَاكُمْ فَإِنِّي مضح بالجعد
1 / 77