Paroles des Confidents sur l'Interprétation des Noms, des Attributs, et des Versets Clairs et Ambigus

Marʿī al-Karmī d. 1033 AH
31

Paroles des Confidents sur l'Interprétation des Noms, des Attributs, et des Versets Clairs et Ambigus

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Chercheur

شعيب الأرناؤوط

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦

Lieu d'édition

بيروت

الْقلب وغايته إِرَادَة إِيصَال الضَّرَر إِلَى المغضوب عَلَيْهِ فَلفظ الْغَضَب فِي حق الله لَا يحمل على أَوله الَّذِي هُوَ غليان دم الْقلب بل على غَايَته أَو غَرَضه الَّذِي هُوَ إِرَادَة الْإِضْرَار وَكَذَلِكَ الْحيَاء لَهُ أول وَهُوَ إنكسار يحصل فِي النَّفس وَله غَرَض وَهُوَ ترك الْفِعْل فَلفظ الْحيَاء فِي حَقه تَعَالَى يحمل على ترك الْفِعْل لَا على انكسار النَّفس انْتهى قلت وعَلى هَذَا الضَّابِط فَكَذَلِك يُقَال فِي الرِّضَا وَالْكَرم والحلم وَالشُّكْر والمحبة وَنَحْو ذَلِك فَإِن الظَّاهِر أَن هَذِه كلهَا فِي حَقنا كيفيات نفسانية قيل وَالْحق أَن الكيفيات النفسانية تحْتَاج إِلَى تَعْرِيف لكَونهَا وجدانيات وَفِي تَفْسِير الْقُرْطُبِيّ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَإِن تشكروا يرضه لكم﴾ الزمر ٧ ويرضى بِمَعْنى يثيب ويثنى فالرضا على هَذَا إِمَّا ثَوَابه فَيكون صفة فعل كَقَوْلِه ﴿لَئِن شكرتم لأزيدنكم﴾ إِبْرَاهِيم ٧ وَإِمَّا ثَنَاؤُهُ فَهُوَ صفة ذَات انْتهى قلت وَمن هَذَا يعلم جَوَاب سُؤال كنت أوردته فِي مؤلف لطيف سميته الأسئلة عَن مسَائِل مشكلة قلت فِيهِ وَمِنْهَا أَن أهل السّنة جعلُوا الصِّفَات الْقَدِيمَة لله سُبْحَانَهُ ثَمَانِيَة وَهِي الْعلم وَالْقُدْرَة والإرادة والحياة والسمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام والبقاء وَبَعْضهمْ يَقُول والتكوين محتجين فِي ذَلِك بالإشتقاق وَأَنه لَا يعقل مَفْهُوم عليم إِلَّا بِعلم وَسميع إِلَّا بسمع وَهَكَذَا

1 / 75