وبعثَ الحجّاجُ إِلى عبد الملِك فَرسًا، وكَتبَ إِليه: قد وَجَّهْتُ إِليك، يا أَمير المؤمنينِ، فَرسًا مَليح القَدِّ، أَسِيلَ الخَدِّ، حَسَن المَنْظَرِ، مَحمود المَخْبَرِ، يَسْبِقُ الطَّرْفَ، ويَستغرِق الوصْفَ.
ولعبد السّام بن رَغْبَان:
وأَحمّ مِن أَوْلاَدِ أَعْوَدج عُجْتُه ... وأَظُنَّه للبَرْقِ كانَ حمِيمَا
مُتَكفِّئًا لوْ أَنَّهُ جَارَى الصَّبَا ... شأْوًا لَبَاتَ أَدِيمُها مَحْمُومَا
مُسْتقْبلًا أَعْلى الذُّرَا مُسْتَعرِضًا ... بسْطًَ القَرَا مُسْتَدْبِرًا مَلْمُومَا
حُرَّ الإِهابِ وَسِيمَهُ بَرَّ الأَبا ... بِ كَرِيمَه مَحْضَ النِّصَابِ صَمِيمَا
؟ إِنْ قِيدَ جَاءَكَ زِينَةً أَو رِيضَ رِي - ضَ بنِيَّهً أَو رِيعَ رِيعَ ظَلِيمَا
فَارَعْتُ فيها الوَحْشَ عنْ مُهجَاتِهَا ... وجَعلْتُه بنُفُوسِهنّ زَعِيمَا
وهذا من الكلام الجَزْل الحَسنِ النِّظَام الصحيح الأَقسام.
ولعلّي بن جبَلة:
في كلِّ مَنْبِتِ شَعْرةٍ من جِلّدِه ... خَطٌّ يُنَمْنِمُهُ الحُسَامُ اللَّهْذَمُ
ما تُدْرِكُ الأَبْصَارُ أَوْفَى جَرْيِه ... حتَّى يفُوتَ الرِّيحَ وهْوَ مُقَدَّمُ
وكأَنِّما عَقَدَ النَّجُومَ بطَرْفِه ... وكأَنَّه بعُرَا المَجَرَّة مُلْجَمُ
ولمرْوان بن أَبي حَفْصَة:
لقَدْ نَظَرْتُ نَظْرَةً لم تَكذِبِ
في خَلْقِ مَحبُوكِ السَّرَاةِ سَلْهَبِ
خَاظِي البَضِيعِ مِثْل تَيْسِ الحُلَّبِ
مُصَامِصٍ للناظِرِين مُعْجِبِ
في الأَعْوجِيّاتِ كَرِيم المنْصِب
حمَاتُهُ ظاهِرةٌ كالأَرْنبِ
تَحتَ نَسًا ما خانَها مُعَقْرَبِ
وفَخِذٍ مأْمونَةِ المُرَكَّبِ
ذي حارِكٍ تَمَّ وهَادٍ أَغْلَبِ
سامٍ كجِذْعِ النَّخلةِ المُشَذَّبِ
مُحَمْلَجِ المَتْنِ مُمَرٍّ حَوْشَبِ
مُقَلّصٍ عَبْلِ الشَّوَى مُحَنَّبِ
صُلْبِ الشَّظَا يُسْرِعُ دَقَّ الصُّلَّبِ
بحَافِرٍ لاَمٍ ورُسْغٍ مُكْرَبِ
باقٍ على طُولِ الحِضَارِ مُعْقِبِ
للمُقْرَبَاتِ السابِحَاتِ مُتْعِبِ
تَشْقِي به رُبْدُ النَّعَامِ الخُضَّبِ
والأَحْقَبُ الخابِطُ بَعْدَ الأَحْقَبِ
وكُلِّ مَوْشِيٍّ شَوَاهُ قَرْهَبِ
ما يُرَ مِنهنّ عِيَانًا يَعْطَبِ
إِن قَرُبَتْ منه وإِنْ لمْ تَقْرُبِ
بمَيْلَةٍ مِنْ تَئِقٍ مُجَرَّبِ
أَدْرَكَها عَفْوًا ولم يُعيَّبِ
... لم بعض احتباءَ المحتَبِي
أَو لَمْعَةَ العارِضِ ذي التَّحَلُّبِ
وفيها:
إِنّ الكُمَيت إِذ جَرى لمْ يَلْغُبِ
بَذَّ العَنَاجِيجَ بشَدٍّ مُلْهبِ
كالوَابِلِ الرَّائح من ذِي الهَيْدَبِ
أَقْبَلَ يَنْقَضُّ انْقِضاضَ الكوْكَبِ
حَتّى حَوَى السَّبْقَ ولمَّا يُضْرَبِ
كأَنَّهُ بازٍ هَوَى مِنْ مَرْقَبِ
ولأبي تمام:
إِنْ زَارَ مَيْدَانًا سَبَى أَهْلَه ... أَو نَادِيًا قامَ إليه الجُلوسْ
سامٍ إِذا استَعْرَضْتَه زَانَهُ ... أَعْلَى رَطِيبٌ وَقرَارٌ يَبِيسْ
كأَنّما خامَرَه أَوْلَقٌ ... أَو غازَلَتْ هَامَتَهُ الخَنْدَريسْ
عَوَّذَه الحاسِدُ ضَنًّا به ... ورَفْرَفت خَوْفًا عليه النُّفوسْ
وله أَيضًا:
ما مُقْرَبٌ يَختالُ في أَشطانِه ... مَلآنُ مِن صَلَفٍ به وتَلَهْوُقِ
بحَوَافِرٍ حُفْرٍ وصُلْبٍ صُلَّبٍ ... وأَشَاعِرٍ شُعْرٍ وخَلْقٍ أَخْلقِ
ذُو أَوْلَقٍ تَحْتَ العَجاجِ وإِنّمَا ... منْ صِحّةٍ إِفْرَاطُ ذاك الأَوْلَقِ
مُسْوَدُّ شَطْرٍ مثْل ما اسْوَدَّ الدُّجَى ... مُبْيَضُّ شَطْرٍ كابْيضاضِ المُهْرَقِ
قدْ سالَتِ الأَوْضاحُ سَيْلَ قَرارَةٍ ... فيه فمُفْتَرِقٌ عليه ومُلتَقِي
ولعليّ بن الجهْم:
1 / 58