Ansab al-asraf
أنساب الأشراف
Enquêteur
سهيل زكار ورياض الزركلي
Maison d'édition
دار الفكر
Édition
الأولى
Année de publication
١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م
Lieu d'édition
بيروت
ابن أسيد على مكة، فقام سهيل فقال: يا أيها النَّاس أَنَا أكثر قريش قَتَبًا [١] فِي بر، وجارية فِي بحر، فأقروا أميركم وأعطوه صدقاتكم وأنا ضامن إن لم يتم الأمر أن أردّها إليكم. وبكى، وسكن النَّاس، ورجع عتاب [٢] . فلما كانت خلافة عُمَر، أتاه سهيل، والحارث بْن هشام، ليسلما عَلَيْهِ. فقدّم قبلهما صهيبًا وعمارًا. فغضب الحارث بْن هشام من ذَلِكَ. فَقَالَ سهيل: دعينا ودُعوا، فأجابوا وأبطأنا ثُمَّ نغضب [٣] أن يقدموا علينا، فأما إذا فاتت الجهاد مَعَ رَسُول اللَّه ﷺ، فإنا نطلبه بعده. فخرجا إلى الشام مجاهدين، فماتا هناك. قَالَ الواقدي: رمى سعد سهيلًا، فأصاب بنساه [٤]، وجاء مالك فأسره.
وَحَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ قَالَ:
رَأَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ سُهَيْلا، فَقَالَ: «هَذَا الَّذِي كَانَ يُطْعِمُ الثَّرِيدَ بِمَكَّةَ» .
[فقال رسول الله ﷺ: هَذَا أَبُو يَزِيدَ الَّذِي كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَلَكِنَّهُ سَعَى فِي إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ فَأَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ.] وَكَانَ لَمَّا أُسِرَ، هَرَبَ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ، فَوَجَدَهُ النَّبِيُّ ﷺ بين سهوات [٥] . فَأَمَرَ بِهِ، فَرُبِطَتْ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ وَجُنِّبَ إِلَى رَاحِلَتِهِ. وَفِيهِ يَقُولُ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصلت الثقفى [٦]:
يا با يَزِيدَ رَأَيْتُ سَيْبَكَ وَاسِعًا ... وَسَمَاءَ جُودِكَ تُسْتَهَلُّ فَتُمْطِرُ
٦٧٤- قَالُوا: وقَالَ عمير بْن وهب بْن خلف الجمحي لصفوان بْن أمية، لولا دَين علي وعيال، لأتيتُ محمدًا فقتلته، فقد عظمت المصيبة بمن قتل من السادة يَوْم بدر، فإنه بلغني أَنَّهُ يطوف فِي الأسواق. فضمن لَهُ صفوان قضاءَ دينه وأمر عياله. فمضى حتَّى أتى المدينة مكتتمًا، فأناخ راحلته عَلَى باب المسجد وعقلها، وتقلد سيفه وكان قَدْ شحذه وسمّه، ثُمَّ عمد نحو النبي صلى الله عليه
[١] القتب: الرحل الذى يوضع على البعير. وأراد الكل من الجزء. والجارية:
المركب البحرى.
[٢] لأنه كان خافهم، قبل، فتوارى كما ذكر ابن هشام، ص ١٠٢١.
[٣] خ: يغضب.
[٤] النسا: الورك.
[٥] السهوة: الصخرة.
[٦] ليس في ديوان أمية المطبوع ولكن راجع الاستيعاب، رقم ٢٥١٧ سهيل بن عمرو، مع اختلافات.
1 / 304