Ansab al-asraf
أنساب الأشراف
Enquêteur
سهيل زكار ورياض الزركلي
Maison d'édition
دار الفكر
Édition
الأولى
Année de publication
١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م
Lieu d'édition
بيروت
العقيلي حليف بني مخزوم، قدم عكرمة بْن أَبِي جهل فِي فدائه، وكان الَّذِي أسره الْحُبَاب [١] بْن المنذر بْن الجموح. وأسر فروة بن عمرو البياضي: عبد الله ابن أَبِي بْن خلف، فقدم أَبُوهُ فِي فدائه. وأسر أَبُو عزَّة الجمحي، فمن عَلَيْهِ النَّبِيّ ﷺ وأحلفه أن لا يكثر عليه جميعا، وأرسله بغير فدية، فأسر يَوْم أحد، فضرب عنقه. وأسر سهيل بْن عَمْرو، وكان الَّذِي أسره مالكُ بْن الدخشم بْن مالك بْن الدخشم بْن مرضخة بْن غنم- وهو قوقل- ابن عوف بْن الخزرج. فَقَالَ مالك [٢]:
أسرتُ سهيلا فلن أبتغي ... بِهِ غيره من جميع الأمم
وخندف تعلم أن الفتى ... سهيلا فتاها إِذَا تُظّلم
ضربتُ بذي الشفر حتَّى انثنى ... وأكرهتُ نفسي عَلَى ذي العلم
فقدم فِي فداء سهيل، مكرز بْن حَفْص بْن الأخيف، فأرضى مالكًا ودفع إِلَيْه أربعة آلاف درهم من مال سهيل، وحبس مكرز مكانه حتَّى بعث بالمال من مكَّة. ولما أسر سهيل وقدم بِهِ المدينة، رآه أسامة بْن زَيْد فَقَالَ:
«يا رَسُول اللَّه هَذَا الَّذِي كَانَ يطعم النَّاس السريد [٣]»، يعني الثريد. ورأته سودة بِنْت زمعة، وهو فِي القيد [٤] ويده إلى عنقه، فلم تملك نفسها أن قَالَتْ:
أبأبي يزيد يفعل هَذَا؟ ثُمَّ قَالَتْ: أي أبا يزيد، أعطيتم بأيديكم، هلا متم كراما؟ [فَقَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: يا سودة، أعلى اللَّه ورسوله؟] فقالت: والذي [٥] بعثك بالحق، ما ملكتُ نفسي حين رَأَيْته عَلَى هَذِهِ الحال، فاستغفر لي يا رَسُول اللَّه. [فَقَالَ: يغفر اللَّه لَكَ.] وقَالَ عُمَر: يا رَسُول اللَّه، هذا سهيل خطيب قريش، فأنزع ثنيته فلا يقوم خطيبا بك (؟ عليك) أبدًا؟
فَقَالَ: [دعه، فعسى/ ١٤٤/ أن يقوم مقامًا تحمده، وينفع اللَّه بِهِ.] فأسلم يَوْم الفتح وحسن إسلامه، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيّ ﷺ، كان عتاب
[١] خ: جراب.
[٢] أبى هشام، ص ٤٦٢، الاستيعاب رقم ٢٥١٧ سهيل بن عمرو، مع اختلافات.
[٣] كأنه لم يجد تلفظ الثاء. (خ: السويد. ولكن راجع تحت)
[٤] خ: القد.
[٥] خ: والله.
1 / 303