288

Modèle remarquable de questions et réponses sur les curiosités des versets de la révélation

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Enquêteur

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Maison d'édition

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Édition

الأولى،١٤١٣ هـ

Année de publication

١٩٩١ م

Lieu d'édition

الرياض

ضررها وكراهتها، الخامس: أن اللعن في اللغة هو الطرد والإبعاد، فالملعون هو المطرود عن رحمة الله تعالى، المبعد عنها، وهذه الشجرة مطرودة مبعدة عن مكان رحمة الله تعالى وهو الجنة، لأنها في قعر جهنم، وهذا الابعاد والطرد مذكور في القرآن بقوله تعالى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ)
وقال بن الأنبارى: سميت ملعونة لأنها مبعدة عن منازل أهل الفضل.
* * *
فإن قيل: كيف خص أصحاب اليمين بقراءة كتابهم بقوله
تعالى: (فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ)
ولم خصهم بنفى الظلم عنهم بقوله تعالى: (وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا)
مع أن أصحاب الشمال يقرءون كتابهم ولا يظلمون أيضًا؟
قلنا: إنما خص أصحاب اليمين بذكر القراءة لأن أصحاب الشمال إذا رأوا ما في كتبهم من الفضائح والقبائح أخذهم من الحياء والخجل والخوف ما يوجب حبسة اللسان، وتتعتع الكلام، والعجز عن إقامة
الحروف فتكون قراءتهم كلا قراءة، وأما أصحاب اليمين فأمرهم على عكس ذلك، لا جرم أنهم يقرءون كتابهم أحسن قراءة وأبينها ولا يقنعون بقراءتهم وحدهم حتى يقول القارئ لأهل المحشر: (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) وأما قولو تعالى: (وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) فهو عائد إلى كل الناس لا إلى أصحاب اليمن،

1 / 287