218

Modèle remarquable de questions et réponses sur les curiosités des versets de la révélation

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

Enquêteur

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

Maison d'édition

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

Édition

الأولى،١٤١٣ هـ

Année de publication

١٩٩١ م

Lieu d'édition

الرياض

سورة يوسف ﵇
* * *
فإن قيل: كيف قال: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) ولم يقل ثلاثة عشر كوكبا وهو أوجز وأحصر، والذى رآه كان أحد عشر كوكبا غير الشمس والقمر؟
قلنا: قصد عطفهما على الكواكب تخصيصالهما بالذكر، وتفضيلا لهما على سائر الكواكب، لما لهما من المزية والرتبة على الكل، ونظيره
تأخير جبريل وميكال عن الملآئكة عليهم الصلاة والسلام ثم عطفهما عليهم إن قلنا إنهما غير مرادين بلفظ الملآئكة وكذا قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ)
إن قلنا أنها غير مرادة بلفظ الصلوات.
* * *
فإن قيل: ما فائدة تكرار (رأيت)؟
قلنا: قال الزمخشري: ليس ذلك تكرارا بل هو كلام مستأنف، وقع جوابا لسؤال مقدر من يعقوب ﵊ كأنه قال له بعد قوله: (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ)، كيف رأيتهما سائلا عن حال رؤيتهما
فقال مجيبا له: رأيتهم ساجدين، وقال الزجاج: إنما كرر الفعل توكيدا لما طال الكلام، كما في قوله تعالى: (وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) وقوله: (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ)، وقال غيره إنما كرره تفخيما للرؤية وتعظيما لها.
* * *
فإن قيل: كيف أجريت مجرى العقلاء في قوله: (رأيتهم) وفى قوله: (ساجدين) وأصله رأيتها ساجدة؟

1 / 217