وهو لم يكن في ملتهم قط، لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يجوز عليهم شيء من الكبائر.
خصوصًا الكفر؟
قلنا: العرب تستعمل عاد بمعنى صار ابتداء، ومنه قوله تعالى: (عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) .
الثانى: أنهم قالوا ذلك على طريق تغليب الجماعه على الواحد، لأنهم عطفوا على ضميره الذين آمنوا منهم بعد كفرهم، فجعلوهم عائدين جميعًا إجراء للكلام على حكم
التغليب، وعلى ذلك أجرى شعيب ﵊ جوابه، ومراده عود قومه المعطوفين عليه.
* * *
فإن قيل: لم قال فرعرن (فأت بها) بعد قوله (إن كنت جئت بآية)؟
قلنا: معناه إن كنت جئت من عند الله تعالى بآية فأتنى بها، أي احضرها عندى.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى هنا: (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) وقال في سورة الشعراء: (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) فنسب هذا القول إلى فرعون؟
قلنا: قاله هو، وقالوه هم، فحكى قوله ثم وقولم هنا.
* * *
فإن قيل: السحرة إنما سجدوا لله تعالى طوعًا لما تحققوا من