بالحياة بعد الموت، فما فائده قوله: (وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)؟
قلنا: المراد به وقوفهم بين يديه للحساب والجزاء، وذلك غير البعث، وهو احياؤهم بعد الموت فلا تكرار فيه.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً)
لو صح من النبى ﵊ هذا الجواب لصح لكل من ادعى النبوة وطولب بآية أن يقول أن الله قادر على أن ينزل آية؟
قلنا: إذا أثبتت نبوته بما شاء الله من المعجزة يصح له أن يقول ذلك، بخلاف ما إذ لم يثبت نبوته، والنبى ﷺ كان قد ثبتت نبوته بالقرآن وانشقاق القمر وغيرهما.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ)
والدابة لا تكون إلا في الأرض، لأن الدابة في اللغة اسم لما يدب على وجه الأرض، وما فائدة قوله: (وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ) والطيران لا يكون إلا بالجناح؟
قلنا: فيه فوائد.
الأولى: التأكيد كقولهم: هذه نعجة أنثى، وقولهم
كلته بلسانى، ومشيت إليه برجلى، وكما قال الله تعالى: (لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ)