57

خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك ...

ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، أو لاقيت بشعورك شعورا آخر، أو لاقيت بخيالك خيال غيرك ... فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين أو أن الشعور يصبح شعورين، أو أن الخيال يصبح خيالين ...

كلا ... وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفكر في القوة والعمق والامتداد.

والمثل على ذلك، محسوس في عالم الحس والمشاهدة، ومحسوس في عالم العطف والشعور.

ففي عالم المشاهدة يجلس المرء بين مرآتين فلا يرى إنسانا واحدا أو إنسانين اثنين، ولكنه يرى عشرات متلاحقين في نظره إلى غاية ما يبلغه النظر في كل اتجاه.

وفي عالم العطف والشعور نبحث عن أقوى عاطفة تحتويها نفس الإنسان فإذا هي عاطفة الحب المتبادل بين قلبين ... لماذا؟ لأنهما لا يحسان بالشيء الواحد كما يحس به سائر الناس ...

لا يحسان به شيئا ولا شيئين، وإنما يحسان به أضعافا مضاعفة، لا تزال تتجاوب وتنمو مع التجاوب إلى غاية ما تتسع له نفوس الأحياء.

هكذا يصنع التقاء مرآتين، وهكذا يصنع التقاء قلبين ... فكيف بالتقاء العشرات من المرائي النفسية في نطاق واحد؟

وكيف بالتقاء العشرات من الضمائر والأفكار؟

إن الفكرة الواحدة جدول منفصل.

Page inconnue